صناعة الطيران في المغرب تواصل استقطاب المصنعين العالميين وتعلن نفسها كقطاع مستقبلي واعد بالنسبة لكبريات الشركات العاملة في المجال. فبعد بومبارديي الكندية وسافران إريسيل الفرنسية وراتيير فيجيا في انتظار وصول فاعلين عاليين آخرين، استقبلت المنطقة الحرة «ميد بارك قرب مطار محمد الخامس بالبيضاء أول أمس الثلاثاء مجموعة صناعة الطيران الأمريكية «هيكسيل». وقد تم التوقيع بالرباط على بروتوكول اتفاق بين وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، والمجموعة الأمريكية من أجل تشييد مصنع جديد لإنتاج المعدات الموجهة لأجزاء الطيران بالدارالبيضاء باستثمار يصل إلى 20 مليون دولار، ستنطلق أشغال البناء به في ربيع 2016، على أن يكون المصنع جاهزا في أفق منتصف سنة 2017، بقدرة تشغيل تصل إلى أزيد من 200 متعاون بحلول سنة 2020. الوحدة الجديدة ستمتد على مساحة تبلغ 11، وسيتم بناؤها في الحظيرة الصناعية للمنطقة الحرة «ميد بارك» بالدارالبيضاء القريب من الزبناء المباشرين لشركة «هيكسيل» ك«سافران»،إيرسيل، و«إيرباص»، ستيليا، و«بومبارديي». وقد أشرف على حفل التوقيع على بروتوكول الاتفاق كل من مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمار الرقمي ونائب الرئيس المدير العام لشركة «هيكسيل» لمنطقة أوروبا وآسيا والشرق الأوسط تييري ميرلو. العلمي عبر في كلمته عن ارتياحه لتواجد أحد الفاعلين الأمريكيين من ذوي الصيت العالمي، ومن بين الرواد العالميين لصناعة الطيران بالمغرب، مضيفا أن ذلك يعكس مجددا مدى الثقة في وجهة المغرب التي تستقطب كبرى الشركات العالمية وتفرض نفسها بشكل متزايد كقاعدة صناعية تنافسية للطيران. كما أكد أن مشروع شركة «هيكسيل» بالدارالبيضاء يعتبر فرصة سانحة لقطاع الطيران إذ أنه سيواكب ارتقاءه القوي حاليا الذي يتعزز بفضل دينامية المنظومات الصناعية وسيحفز تنمية جديدة لسلسلة التوريد المحلية. من جهته، سجل ميرلو أن توفر يد عاملة محلية مؤهلة عن قرب بواسطة معهد مهن الطيران كان من بين العناصر الجوهرية في اختيار المملكة، مشيدا بالموقع الاستراتيجي للمغرب كبوابة لأوروبا. وأضاف أن الدافع الرئيسي لاستقرار الشركة بالمغرب، يعود إلى القرب من زبنائها الذين سبق لهم الاستقرار بالبلاد وإلى الرغبة في الاندماج بالمنظومة الصناعية للطيران بالمنطقة الحرة لميد بارك بالدارالبيضاء النواصر. ويندرج موقع الدارالبيضاء في إطار برنامج استثماري لمجموعة «هيكسيل» لتنويع وتأمين سلسلة توريدها العالمية. وستخول هذه الوحدة الإنتاجية الفوز بعقود جديدة وستساهم بالتالي في تعزيز شراكات شركة «هيكسيل»، مع زبنائها في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا الشمالية.