خلال تداولات بداية الأسبوع الجاري، تراجعت أسعار النفط الخام في السوق الدولية إلى أقلَّ من 32 دولارا أمريكيا للبرميل، لتقتربَ بذلك من أدْنى مُستوى سُجّلَ منذ 12 عاما، وفي حينِ يصُبُّ هذا الانخفاض في صالحِ المغرب، إلّا أنَّ كثيرا من المواطنين يتساءلون عنْ سبب عدم انخفاض أسعار المحروقات في السوق المغربي. ويطرحُ المواطن المغربي علامة استفهام حوْل سبب استمرار أصحاب العربات في أداءِ سعْر اللتر الواحد من الكازوال والبنزين بالثمن نفسه الذي كانَ مُطبّقا حينَ كانَ سعر النفط في السوق الدوليّة في حدود 120 دولارا للبرميل، "سعر النفط انخفض، ولازال ثمنه في المغرب مرتفعا كما كان سعره 120 دولارا"، يقول أحدُ قرّاء هسبريس وسط تعليق بمادّة صحافية تهم الموضوع. ويتساءل قارئ آخر: "ثمن البرميل دون 32 دولارا بينما ثمن الكازوال عندنا 7.47 درهما، وإذا قدر الله أن يرتفع إلى 120 دولارا كم سيكون الثمن بالنسبة للكازوال في هذا البلد؟"؛ وإذا كانَ المواطنونَ لا يفهمون لماذا لم تشهد أسعارُ المحروقات في السوق المحليّة انخفاضا موازيا لانخفاض سعر النفط في السوق الدولية، فإنّ النفطيّين المغاربة يقولون إنّ الأسعار الحالية مُطابقة لسعر النفط الخام في السوق الدولية. يقول عادل الزيادي، رئيس تجمّع النفطيين المغاربة، لهسبريس، إنَّ استمرار بيْع المحروقات بالأسعار نفسها التي كانت مُطبّقة حينَ كان سعرُ برميل النفط الخام فوق 100 دولار، راجعٌ إلى سببيْن، أوّلهما، رفْعُ الدّعم الحكوميّ عن المحروقات. وأوْضحَ المتحدّث أنَّ الدولة كانت تساهمُ ب4 دراهم في اللتر، "وإلا فإنّ سعر اللتر كان سيصل إلى 16 درهما"، يقول الزيادي، مشيرا إلى أنَّ سعر اللتر وقتها في أوروبا كان فوق 2 أورو. أمّا العاملُ الثاني الذي قال رئيسُ تجمّع النفطيين المغاربة إنَّه يحُولُ دونَ انخفاض الأسعار تحتَ السقف المطبّق حاليا، فيتعلق بالرسوم الجمركية. وأوضح الزيادي، في هذا السياق، أنَّ الجزءَ الأكبر من الرسوم الجمركية ثابت (Fixe)، ولا يتغيّر، سواءٌ ارتفعَ سعر برميل النفط الخام إلى ما فوق 100 دولار، أو انخفض إلى ما دون 10 دولارات، لافتا إلى أنّ هامش الربح بالنسبة للموزعين يتراوح ما بين 3 و4 بالمائة. غيْر أنَّ المُلاحظَ أنَّ أسعارَ البنزين والكازوال في السوق المغربية، في الوقت الراهن، لم تنخفض عن السعر الذي كانَ مطبّقا بعدَ قرار الحكومة رفعَ الدعم عن المحروقات، حين كانَ سعر النفط في السوق الدولية في حدود 70 دولارا. يقول كريم، في تدوينة على "فيسبوك": "سعر النفط تراجعَ إلى ما دونَ 35 دولارا، لكنّ أصحاب العربات في المغرب ما زالوا يؤدّون سعر المحروقات بالثمن الذي كانَ مُطبّقا حينَ كان سعر برميل النفط الخام في السوق الدولية في حدود 70 دولارا؛ إذن، نحن نشتري المحروقات بضِعْفِ ثمنها بعَد تحرير الأسعار". وجوابا على سؤال بهذا الشأن، قالَ رئيس تجمّع النفطيين المغاربة إنَّ عدمَ انخفاض الأسعار راجع إلى ارتفاع سعر الدولار الأمريكي، موضحا أنَّ سعرَ المحروقات في السوق المحلية كانَ سيُسجّل انخفاضا بعْدَ تراجع برميل النفط في السوق الدولية، لوْ ظلَّ سعر الدولار في حدود 8 دراهم، وهو ما كان سيؤدّي إلى انخفاض سعر لتر الكازوال إلى 6 دراهم.