طوى الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، قبالة "بورترِي" تشكيلي للأمير المجاهد محمد عبد الكريم الخطابي، صفحة الخلاف مع التيار المعارض له في الحزب "لا هوادة"، بعد أن التقى صباح اليوم عددا من قادته، يتقدمهم عبد الواحد الفاسي، بالإضافة إلى عدد من الزعماء التاريخيين للحزب، الذين اختاروا إحياء ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال من خلال "مصالحة داخلية" بين شباط ومعارضيه. وفيما بدأ اللقاء في المقر المركزي للحزب بالرباط، توجه الاستقلاليون إلى مقبرة الشهداء من أجل الترحم على زعيم الحزب علال الفاسي، ليبدأ الحزب مرحلة جديدة في استعداداته للانتخابات التشريعية المقبلة، خاصة بعد أن حل في المرتبة الثانية في الانتخابات الجماعية والجهوية الماضية، وفشل مرشحه عبد الصمد قيوح في الوصول إلى رئاسة الغرفة الثانية بالبرلمان. شباط، وفي تصريح لهسبريس، شدد على أنه يعمل على تجميع كل القوى الاستقلالية، وأبناء الحركة الوطنية، خاصة في 11 يناير الذي يؤرخ لذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، مضيفا أن "اللقاء حضرته قيادات تاريخية تركت بصمتها في حزب الاستقلال". وقال شباط: "هذه المصالحة ستعطي قوة لحزب الاستقلال للاستعداد للاستحقاقات التشريعية المقبلة، و11 يناير 2016 ستكون نقطة ثانية بعد 11 يناير 1944، لأن رسالة الرواد الأوائل لازالت على عاتقنا، لاستكمال تحرير ما تبقى من الأراضي المغتصبة، خصوصا سبتة ومليلية وتيندوف، وتحقيق الديمقراطية التي نناضل من أجلها". ولم يفوت الأمين العام لحزب الاستقلال الفرصة دون توجيه رسائل للحكومة وانتقادها، إذ قال: "هذا اللقاء يكتسي أهمية كبرى، وسننطلق في برنامج طموح لتجاوز هذه المرحلة، خاصة في عهد هذه الحكومة التي لم توفر لا شغل ولا تطبيب ولا سكن"، مضيفا: "كل شيء أجهزت عليه الحكومة". وتبعا لذلك، يقول شباط، فإن حزب الاستقلال ستكون له كلمة في الاستحقاقات المقبلة، انطلاقا مما أسماه "هذا اليوم السعيد". أما القيادي في جمعية "لا هوادة" عبد الواحد الفاسي فشدد على أن هذا اللقاء "مناسبة للرجوع إلى النبع الصافي، والأصل الذي لم نغادره قط"، في إشارة منه إلى عدم نزوله من سفينة حزب الاستقلال، مضيفا: "على كل حال كنّا بعيدين شيئا ما". وشدد المتحدث ذاته على أنه سيعمل يدا في يد مع شباط من أجل الوصول إلى النتائج المرغوبة للحزب والمغرب، مؤكدا أن "المغاربة الوطنيين لم يتركوا مطلب الديمقراطية جانبا، رغم الصعوبات التي كانوا يعيشونها، وهذا دليل على ثقتهم في النصر". وفيما شدد عبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية في "حزب الميزان"، على أن مصالحة اليوم هي بمثابة "انطلاقة جديدة للاستقلاليين والاستقلاليات"، أكد القيادي السابق في الحزب محمد عبد الهادي القباب، في تصريح لهسبريس، أن " اليوم يعد لحظة حاسمة، لأننا نتواصل مع قبر المرحوم الزعيم علال الفاسي، الذي كان موسوعة زمانه وجوهرة عصره، ومن ثم نعيش كل المبادئ التي كان يعمل في سبيلها، ومن بينها تصالح وتماسك الحزب ورجوعه إلى حجمه الطبيعي، واحتضانه للإخوة"، على حد تعبير القباب.