بعد التدخل العنيف الذي تعرض له الأساتذة المتدربون، في عدد من المراكز الجهوية بالمملكة، شارك المئات ضمن وقفة احتجاج دعا إليها نشطاء حقوقيون، وتمّت أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، مساء اليوم، باستجابة مواطنون اختلفت توجهاتهم، لكنهم اجتمعوا على التضامن والتنديد بتدخل القوة العمومية خلال ما بات يعرف ب"مجزرة أساتذة الغد". ورفعت مجموعة من الشعارات المنددة والمستنكرة لما تعرض له "أساتذة الغد"، بينما طالب المحتجون بإسقاط المرسوم الحكومي الذي يمنع خريجي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من التوظيف المباشر، ويعتبر أن شهادة التأهيل التربوي، التي يتحصل عليها الطلبة الأساتذة، ممكّنة من المشاركة في مباريات التوظيف، حسب الحاجيات وعدد المناصب المالية المتوفرة. بلال اليوسفي، عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، من مدينة طنجة، شدد على أن المشاركة في هذه الوقفة تأتي من أجل التنديد بما حصل للأساتذة المتدربين من تعنيف قامت به قوات الأمن، بعدما دعت مختلف الهيئات السياسية والمدنية إلى المشاركة فيها، منددا بالبلاغ الصادر عن وزارة الداخلية، وقال: "لم نكن نتصور أن يخرج بلاغ من هذا النوع، وأن يتهم حراك 10 آلاف من الأساتذة المتدربين بكونها متحكما به من أطراف خارجية، بينما هم فئة اجتماعية لا كيانا سياسيا، لهم مطالب عادلة مرتبطة بالوظيفة العمومية". "كنّا نتمنى أن تنأى الدولة بنفسها عن هذه النقاشات التي لا معنى لها"، يقول اليوسفي في تصريح لهسبريس، مضيفا أن "على الجميع أن يعلم بكون الأساتذة المتدربين مستوعبون للواقع السياسي والمرحلة التي يعيشها المغرب"، وزاد: "نحن مستمرون في نضالنا تحت لواء التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين في المراكز الجهوية للتربية والتكوين، وهي الوحيدة التي تمثلنا وتصدر بلاغات باسمنا". وتابع المتحدث ذاته بالتأكيد على أن "ما يصدر عن الكيانات الأخرى لا يهم التنسيقية بأي شكل من الأشكال"، وشدد على "إصرار الأساتذة المتدربين في التشبث بمطالبهم الى حين تحقيقها"، وأردف: "إذا أرادت أي هيئة أن تصعد فوق مطالبنا فسوف تسقط سقوطا مدويا، حراكنا مشروع وعادل، وعلى الحكومة أن تتعامل معه بفتح باب الحوار للبحث عن حلول لهذا القضية". بدورها، نددت شيماء لحمر، عضو التنسيقية الوطنية، بما قالت إنه "قمع تعرضت له مختلف مراكز تكوين الأساتذة، يوم الخميس الماضي، من طرف قوات الأمن التي تدخلت بشراسة، مما أفضى إلى مجزرة حقيقة خلفت أزيد من 200 إصابة"، مضيفة أن "هناك حالات خطيرة، من شلل نصفي وتشوهات وحالات عاهات مستديمة، وكسور"، وفق تعبيرها. وأردفت المتحدث ذاتها، في تصريحها لهسبريس، أن الإصابات التي تعرض لها الأساتذة المتدربون تعد "ردا على وزارة الداخلية التي أفادت بأن هناك حالات لإصابات طفيفة"، وواصلت: "نقول إن هذا البلاغ كاذب، وأن المعطى يهمّ تعتيما إعلاميا جديدا على هذه القضية العادلة التي تضامنت معها مختلف فئات الشعب المغربي". وشدد شيماء احمر على ان احتجاجات "أساتذة الغد" لم تعد تخص هذه الفئة لوحدها "بل أصبحت قضية للشعب المغربي بأكمله"، وفق تعبيرها، مشددة على "أن الأساتذة المتدربين ليسوا مدفوعين بأي أيادٍ خفية أو جهات سياسية"، ومؤكدة على أن "التنسيقية الوطنية مستقلة بالرغم من تضامن فئات عدة معها".