في أوَّل ردّ فعل رسمي لحزب العدالة والتنمية، على الاعتداءات العنيفة التي تعرض لها الأساتذة المتدربون في عدد من مدن المغرب يوم الخميس الماضي، والتي فجرت غضبا واسعا وانتقادات لاذعة للحكومة، خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، خرج رئيس المجلس الوطني للحزب سعد الدين العثماني ليعلن أن موقف حزبه هو ضد تعنيف التظاهرات السلمية. وقال العثماني في الكلمة الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، المنطلقة صباح اليوم بالمعمورة، بعد إشارته إلى ما تعرض له الأساتذة المتدربون، إن موقف الحزب هو معارضة اللجوء إلى العنف ضد أي كان، وتحت تصفيقات القاعة أضاف: "العنف غير مقبول، سواء كان ضد التظاهرات السلمية أو المناضلين السياسيين، والتغيير في المغرب يجب أن يكون وفق منهج سلمي وتدريجي. وفي الوقت الذي ما زالت تتعالى مطالب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ومنظمات حقوقية ونقابية للحكومة بفتح تحقيق في ما تعرض له الأساتذة المتدربون، اشتكى العثماني بدوره من تعرض حزبه لاعتداءات، مشيرا إلى الاعتداء الذي تعرض له أحد أعضائه بمدينة سلا قبل أيام، قائلا: "مهما تعرضنا للاعتداء لن نرد الاعتداء باعتداء مماثل، بل نلجأ الى الوسائل القانونية والسلمية، ولكننا لن نتنازل عن حقوقنا". ومقابل موقف العثماني الذي بدا أكثر تعاطفا مع الأساتذة المتدربين، بدا موقف رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية "متحفظا"، فبعد أن شرع مناضلو الحزب في التصفيق، عقب قوله "نحن ضد استعمال القوة بدون مبرر"، أردف ابن كيران "اصبروا، نحن أيضا ضد مخالفة القانون"، مضيفا أن المظاهرات والوقفات الاحتجاجية يجب أن تتمّ بعد الحصول على ترخيص من السلطات. "نقول إنه لا يجب أن يكون هناك عنف غير مناسب، فهذا غير مقبول، ونحن مع الأساتذة المتدربين حين يكونون على صواب، لكن هذا لا يعني أننا معهم في مواقفهم ضد كل ما يصدر عن الإدارة"، يقول ابن كيران، مضيفا أن "التعاطف المبالغ فيه والخطوات غير المحسوبة تؤدي إلى كوارث"، مشيرا إلى الفوضى التي تعم عددا من البلدان العربية. واعترف رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن تبعات التعنيف الذي تعرض له الأساتذة المتدربون، وحملة التعاطف الواسعة معهم، كان لها وقع على الحكومة، قائلا "العالم تْقلب، وقد تكلمت مع وزير الداخلية في هذا الموضوع"، ودون أن يشير إلى الخطوات التي تعتزم الحكومة اتخاذها حيال هذا الموضوع، قال ابن كيران "سنتخذ ما يلزم حين تتجمّع لدينا المعطيات الكافية". من جهة أخرى، حرص سعد الدين العثماني في بداية كلمته على التأكيد على نفي ما يروج في وسائل الإعلام من وجود خلافات على مستوى قيادة الحزب، خاصة مع اقتراب مؤتمره الوطني المزمع انعقاده بعد الانتخابات التشريعية القادمة، وقال في هذا الصدد "الأمانة العامة على قلب شخص واحد، رجالا ونساء، ولا تسمعوا لبعض الأخبار والتشويشات التي تروج هنا وهناك". وأضاف العثماني أنه من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في الرأي داخل قيادة الحزب، ذاهبا إلى القول إن النقاش "يكون في أحيان ساخنا، لكننا نعمل وفق قاعدة أنّ وحدة الحزب تبقى فوق كل شيء، وهذا شيء ثابت وليس هناك تنازع على أطماع معينة"، غير أنه لم ينف وجود "أطماع"في بلوغ القيادة، بقوله "من الطبيعي أن تكون هناك أطماع، لكننا نحاول أن نقاومها في أنفسنا".