اهتمت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم الاربعاء بعدد من المواضيع المحلية والدولية من ضمنها مشروع قانون حول اصلاح المسطرة الجنائية بفرنسا ، والاجراءات التي اعلن عنها الرئيس الامريكي باراك اوباما، والرامية الى مراجعة نظام مراقبة الاسلحة النارية في البلاد، والاستفتاء المرتقب ببريطانيا حول البقاء او الخروج من الاتحاد الاروبي. ففي فرنسا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع منها مشروع اصلاح القانون الجنائي الذي أودع متم دجنبر بمجلس الدولة والذي يتوخى بالخصوص تعزيز الترسانة القانونية لمواجهة الارهاب. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لوفيغارو) انه كان يتعين انتظار هجمات 13 نونبر 2015 لكي تقترح السلطة السياسية وسائل وادوات قانونية اضافية، مشيرة الى ان هذه الوسائل سيتم احداثها بفضل القانون المقبل حول اصلاح المسطرة الجنائية في فبراير القادم. واضافت الصحيفة انه حتى اذا شكلت هذه الوسائل تحسنا في الترسانة القانونية فانها لن تستجيب لانتظارات القضاة ،مبرزة ان النص المقترح من قبل حكومة مانويل فالس يستبعد الاصلاحات المطلوبة من قبل عدد من الوكلاء العامين والقضاة والقاضية بالبدء باصلاح العقوبات في قضايا الارهاب. من جهتها اعتبرت صحيفة (لوموند) ان مشروع القانون الجديد يؤكد توسيع سلطات الشرطة والنيابات العامة، وقادة الشرطة على حساب قضاة التحقيق. وقالت الصحيفة ان النص يعتبر مع ذلك مثاليا على اكثر من مستوى. وفي ألمانيا سلطت الصحف الضوء على قضية تحرش واعتداءات وسرقة امتعة استهدفت عددا من النساء في احتفالات ليلة رأس السنة بمدينة كولونيا (غرب ) نفذتها مجموعة مؤلفة من نحو 1000 شخص تشير التحقيقات الأولية بأصابع الاتهام إلى أشخاص من أصول عربية. واعتبرت صحيفة (نوردكوريير )ان ما حصل في هذه الليلة في ألمانيا ، كانت فيه المرأة هي الضحية التي نالت قسطا وافرا من الإهانة من قبل حشد من المهاجرين الرجال مشيرة إلى أن ما تعرضت له النساء من " اغتصاب وسرقة مثير للاشمئزاز ". بالنسبة لصحيفة (كولنر شتات أنتسايغر) ، فإن شرطة كولونيا لم تنشر بيانات حول الحادث إلا بعد مرور أيام معتبرة أن ذلك " ربما سياسة إعلامية لا تليق بالشرطة التي تمثل مؤسسة سيادية ، ثم هي مسؤولة عن مواجهة الحادث ومن واجبها أن تكون منصفة ولا تزور الحقائق " مشيرة إلى أن البيان الصحفي الذي نشرته حول حادث ليلة السنة الجديدة ربما " كانت تعتقد أنها تخدم به مصالح سياسية ". أما صحيفة (راينفالتس ) فتساءلت "عن مشكلة شرطة كولونيا " ولاحظت أنه " في خريف سنة 2014 ، لم تستطع مواجهة مظاهرة قام بها مثيرو الشغب إذ أنهم خرجوا عن نطاق سيطرتها بسبب عدم تقديرها لخطورة الوضع ، والآن في ليلة رأس السنة الميلادية ، التي شهدت حوادث تحرش كبيرة بين الكاتدرائية ومحطة السكك الحديدية الرئيسية في كولونيا ". وأضافت الصحيفة أن الشرطة " كانت متواجدة في عين المكان ، لكن من الواضح أنها كانت تفتقد لخطة تنفيذية للرد على سلسلة الهجمات " متسائلة عن سبب ظهور مفوض الشرطة بعد مرور أكثر من أربعة أيام للتعليق على الحادث وربما بسبب أنها "جرائم جديدة تماما عليها " وفق الصحيفة. وفي ايطاليا تطرقت الصحف الى الاجراءات التي اعلن عنها الرئيس الامريكي باراك اوباما، والرامية الى مراجعة نظام مراقبة الاسلحة النارية، اذ كتبت صحيفة (كوريير ديلاسيرا) ان رئيس البيت الابيض الح الثلاثاء خلال ندوة صحيفة بواشنطن على "الضرورة القصوى" للتحرك ضد انتشار الاسلحة النارية التي يؤدي استعمالها الى مقتل 30 الف شخص في السنة بالولاياتالمتحدة. من جانبها، كتبت صحيفة (لاريبوبليكا) أن الرئيس أوباما لم يستطع حبس دموعه عندما تطرق الى الاطفال العشرون الذي قتلوا من قبل مختل عقليا بمدرسة ساندي هوك في دجنبر 2012 ،حيث قال انه كلما تذكر هؤلاء الاطفال تنتابه نوبة من الغضب. من جهتها قالت صحيفة (الميساجيرو) ان تدخل أوباما من اجل تعزيز المراقبة على الاسلحة النارية ، يبدو محاولة لضخ نفس جديد في هذا الاتجاه بعد مغادرته البيت الابيض، مضيفة ان اوباما اكد والدموع تنهمر من عينيه ان لوبي الاسلحة لا يمكنه احتجاز الولاياتالمتحدة كرهينة . وفي بريطانيا اهتمت الصحف بالاستفتاء المنتظر في المملكة المتحدة، حول بقاء لندن أم لا في الاتحاد الاروبي، وبالاضراب المقرر الاسبوع المقبل من قبل اطباء القطاع العام في البلاد. وأبرزت صحيفة (الغارديان) قرار رئيس الوزراء دافيد كامرون السماح لاعضاء حكومته بالقيام بحملة من اجل البقاء او الخروج من الاتحاد الاروبي قبل الاستفتاء الذي قد يجري هذا الاسبوع. واضافت الصحيفة نقلا عن كامرون ان الحكومة البريطانية تعتمد موقفا واضحا ازاء العلاقات بين لندن وبروكسيل، لكن الوزراء هم احرار على المستوى الشخصي في الدفاع عن رأي مختلف مع الاستمرار في عملهم داخل الفريق الحكومي. من جانبها، اعتبرت صحيفة (الدايلي تليغراف) ان القرار الذي اتخذه رئيس الحكومة يستجيب للرغبات المعبر عنها من قبل عدد من الوزراء المحافظين المشككين في البقاء في الاتحاد الاروبي والذين يرغبون في القيام بحرية بحملة لفائدة الخروج من الاتحاد الاروبي. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بتصريحات رئيس حكومة كاتالونيا المنتهية ولايته، أرثور ماس، التي قال فيها إنه مستعد للدعوة لانتخابات جديدة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول تنصيب حكومة جديدة. وكتبت (إلباييس) أنه بهذا التصريح، عبر الزعيم الوطني الكاتالوني عن قناعته بأن كتلة الانفصاليين لن تتوصل لاتفاق لفرض إعادة تعيينه رئيسا لهذه الجهة قبل الأحد القادم، رغم دعوات زعماء أحزاب أخرى لتشكيل الحكومة. أما صحيفة (لا راثون)، فأشارت إلى أن ماس انتقد موقف حزب "مرشحي الوحدة الشعبية" (كوب)، الذي رفض دعم حكومة يرأسها ماس نفسه، مضيفة أن قائمة "خونتس بيل سي" (معا من أجل نعم)، لا تعتزم تقديم تنازلات جديدة لهذا الحزب اليساري المتطرف. من جهتها ذكرت صحيفة (أ بي سي) أن أرثور ماس اعتبر أن الدعوة لانتخابات جديدة، والتي ستكون الرابعة بهذه الجهة في غضون خمس سنوات، يبقى الخيار الأخير، معربا عن أمله في التوصل لاتفاق حول تشكيل الحكومة قبل انتهاء المهلة الدستورية. وفي سياق متصل أفادت صحيفة (إلموندو) أنه برفضه الاستسلام لشروط "مرشحي الوحدة الشعبية" (كوب) تعيين مرشح آخر لرئاسة حكومة جهة كتالونيا، يريد أرثور ماس تقديم نفسه على أنه الشخصية الرئيسية في المشروع الانفصالي. واهتمت الصحف البلجيكية والسويسرية بالإجراءات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي بارك أوباما من أجل مراقبة حمل الأسلحة النارية. وكتبت (لافونير) أن الرئيس الأمريكي أعلن عن سلسلة من الإجراءات تهدف إلى إصلاح قطاع السلاح. وأضافت أن أوباما، المتأكد من دعم غالبية الشعب الأمريكي له، قرر استعمال أقصر الطرق من خلال اللجوء إلى الكونغرس وإصدار مراسيم بخصوص هذا الموضوع الذي جعله على رأس أولوياته في ولايته الأخيرة. من جانبها، أشارت (لوسوار) إلى أن الرئيس الأمريكي قرر، في ثاني تعديل دستوري، مواجهة مواطنيه وأفكارهم التي تجعل من الحرية شيئا مقدسا يسمح لأي أمريكي بالحصول وحمل السلاح. وتساءلت الجريدة عن الجدوى من هذه المراسيم، حيث اعتبرت أنها تبقى رهينة بخلفه بعد الانتخابات الرئاسية المتوقعة في نونبر المقبل. أما (لاليبر بلجيك)، فقد أكدت أن الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس الأميركي يبقى اثرها محدودا حيث أنها لن تحد من الحوادث المأساوية التي تشهدها البلاد. لكن، وكما يأمل أوباما، ستمكن من إنقاذ حياة العديد من البشر. وفي سويسرا، كتبت (لا تريبون دو جنيف) أن الرئيس الأمريكي ليس له خيار سوى الذهاب لوحده وتجاوز الكونغرس الذي يبقى عاجزا أمام هذا الملف. واضافت الجريدة أن أوباما أدرف الدموع عندما أشار إلى عشرين طفل قتلوا في تبادل لإطلاق النار شهر دجنبر داخل إحدى المدارس بالولاياتالمتحدةالأمريكية. من جانبها، قالت (24 أور) أن أوباما كان مجبرا على أخذ المبادرة، قبل شهور من نهاية ولايته من أجل التنديد بجمود معارضيه الجمهوريين الذين يشكلون الأغلبية في الغرفتين، والذي يرفضون سن قوانين حول الموضوع. وتساءلت (لوطون) من جانبها عن فعالية المراسيم الرئاسية في الحرب على بيع الأسلحة، المقننة منذ زمن بعيد من طرف الدستور الأمريكي. في السويد، اعتبرت صحيفة (داغينس نيهيتر) أن إعادة فرض المراقبة على الحدود الدنماركية-السويدية لا يمثل بالضرورة نهاية فضاء "شنغن"، بل يمكن أن يساعد على زيادة التعاون على مستوى سياسة اللجوء. وترى هذه الصحيفة، المقربة من الأوساط الليبرالية، أن هناك سيناريوهين ممكنين حالياº الأول يتضمن التفكيك التدريجي لنظام "شنغن" وإلغاء القواعد المشتركة والحدود في أوروبا"، مضيفة أن السيناريو الثاني يشمل تشجيع بلدان الاتحاد الأوروبي على اعتماد نظام موحد لاستقبال اللاجئين. وأشارت إلى أن "البديل هو أن يسعى الاتحاد الأوروبي إلى التنفيذ الفعال لآلية التبادل التي وضعت في السنة الماضية، وتحديد المواقع الساخنة على الحدود الخارجية للاتحاد". وفي فنلندا، كتبت صحيفة (لابين كانسا) أن السياح الروس لم يتوافدوا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة على البلاد، مرجعة ذلك إلى انخفاض قيمة العملة الروسية الروبل. وقالت الصحيفة "لقد نجح قطاع السياحة في شمال البلاد في مقاومة تراجع عدد السياح القادمين من روسيا، مما يدل على مرونة القطاع". وأشارت إلى أنه تم حجز الغرف من قبل سياح قادمين من بلدان أخرى، وعلى الخصوص من آسيا، موضحة أن مهنيي السياحة يأملون في عودة الروس لقضاء عطلهم في البلاد، وهو ما من شأنه أن يحقق نموا جيدا للقطاع. ويرى كاتب المقال أنه "ربما ينبغي انتظار ارتفاع أسعار النفط، القطاع الحيوي للاقتصاد الروسي، لوقف تراجع عدد السياح الروس الوافدين إلى فنلندا"، مضيفا أن لا شيء ينبئ بذلك حاليا، خاصة أن الوضع الاقتصادي في روسيا يعرف صعوبة في أدائه. وفي النرويج، اهتمت صحيفة (كلاسيكامبن) بمجال سوق العمل في المنطقة، مشيرة إلى أنه كان هناك الكثير من النقاش حول نموذج سوق العمل في النرويج، معتبرة أن الأشخاص الأدنى تعليما يشتغلون أكثر في هذا البلد مقارنة مع العديد من البلدان الأخرى. واعتبرت الصحيفة، انطلاقا من تحليل أحد كبار الاقتصاديين، أن الجزء الكبير من النمو والازدهار المحقق في النرويج يرجع إلى أولئك الذين لديهم مهارات ويتلقون رواتب عالية، مضيفة أن أغلب العمال أعضاء في النقابات وتشملهم الاتفاقات الجماعية، وهو من بين مزايا هذا النموذج الذي ينبغي الحفاظ عليه. وأبرزت أن لهذا النظام العديد من الإيجابيات التي تجعل الجميع يساهمون في تحقيق الازدهار داخل مجتمع يوجد فيه تفاوت ضئيل في الدخل. وذكرت الصحيفة، استنادا إلى أحد استطلاعات الرأي، أن الهجرة قللت منذ سنة 2004 من مستوى الأجور في الصناعة بنحو 22 في المائة، مبرزة أن وجود عشرات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين الجدد في النرويج قد يؤدي إلى عدم المساواة في الأجور.