اتهامات بالجملة تلك التي تبادلها كل من الشاب المغربي زهير والأستاذة الأمريكية شيلا كلاين حول كون هذه الأخيرة هي السبب في إصابة الشاب المغربي، البالغ من العمر 24 سنة، بفيروس السيدا، وهو الاتهام التي رفضته الأستاذة الأمريكية في اتصالها بجريدة هسبريس. والمثير في القصة أن الشاب المغربي يتوفر على شهادة طبية تؤكد إصابته بفيروس "السيدا"، بينما تتوفر السيدة الأمريكية على شهادة من مستشفى أمريكي تثبت سلامتها من الفيروس. ويصر زهير على أن الأمريكية شيلا هي التي كانت السبب في إصابته بالمرض عند زيارتها للمغرب، حيث جمعتهما علاقة جنسية بعد أن سافرا سويا إلى الجنوب المغربي، ويحكي أن المواطنة الأمريكية زارت المغرب ثلاث مرات في شهر أكتوبر من العام 2014، مضيفا أنها كذبت عليه ولم تخبره بأنها متزوجة ولها أبناء. زهير يضيف، في حديثه لجريدة هسبريس، أنه خلال الأيام الأخيرة من سفرهما معا أحس بحرارة في جسده وحمى، قبل أن يقوم بالتحاليل ويتبين له أنه مصاب ب"السيدا"، وهو ما جعله يتهم السيدة الأمريكية بتعمد نقل الفيروس إلى جسده. وما إن علم زهير بحالته الصحية حتى بدأ في مراسلة السيدة الأمريكية التي أكدت أنها غير مصابة بالفيروس، وتظهر المراسلات التي جمعت بين زهير وشيلا، سواء عبر "السكايب" أو "فيسبوك"، والتي اطلعت هسبريس عليها، أن زهير كان يتهم شيلا "بأنها دمرت حياته" وبلغته الإنجليزية البسيطة، كان يطلب مساعدتها لإخراجه من هذا الوضع، في المقابل كانت شيلا تعيب عليه كيف أنه يحاول تشويه سمعتها وتدمير أسرتها بنشر "الأكاذيب"، بحسب تعبيرها. أما رواية المواطنة الأمريكية، فتختلف تماما عن رواية الشاب المغربي، الذي اشتهر خلال السنة الماضية لقيامه بنشر مقطع فيديو على "يوتيوب" وهو يتحدث عن قصته مع المواطنة الأمريكية وإصابته ب"السيدا"، إذ تؤكد شيلا، التي تشتغل مدرسة بالولايات المتحدةالأمريكية، أنها بدأت بالتواصل مع زهير قبل سنوات، وذلك نظرا لعلاقة صداقة تجمعها بأحد أفراد عائلة زهير. وتؤكد المواطنة الأمريكية أن زهير كان على علم بأنها متزوجة، بل كان يتحدث مع زوجها وأبنائها وحتى مع والدتها، موردة أنه "كان يتواصل مع زوجي عبر الهاتف، وأصبحا أصدقاء"، وفق ما سردته شيلا لهسبريس. المواطنة الأمريكية قالت إنها لمّا خططت لزيارة المغرب، "ونظرا لأن زهير يتحدث الإنجليزية بطلاقة، فقد طلبت منه أن يكون دليلي في زيارتي للمغرب، وقد أكد لكل أفراد عائلتي أنه سيعتني بي"، مواصلة أنها أقامت، لدى وصولها إلى المغرب، في بيت عائلة زهير، حيث يقطن مع أخته ووالدته و"قد أحببت المغرب، لهذا عدت إليه مرتين إضافيتين". شيلا كشفت أنها كانت، رفقة زوجها، تبعث بعض المال لأسرة زهير، نظرا لكونها أسرة فقيرة، وهو ما لم ينفه زهير الذي أكد أنه سبق وأرسلت له المال، بل إنه هو شخصيا طلب منها ذلك، وبعد أن عادت شيلا إلى بلدها، مرض زهير "وقد اتصل بي وكان خائفا، وكنت أيضا خائفة عليه". وفي الوقت الذي يؤكد زهير أن شيلا هي من نقلت له "السيدا"، تحدثت هي عن كون زهير اعترف لها بأنه أصيب نتيجة علاقة جنسية مع سيدة عندما كان مقيما بمدينة السمارة، وعززت روايتها بمقطع فيديو، منشور على "فيسبوك" في شهر يوليوز الماضي، وفيه شاب لا يظهر وجهه، إلا أن صوته يشبه صوت زهير حد التطابق، يقر بأنه أصيب ب"السيدا" نتيجة علاقة جنسية مع سيدة مقيمة في مدينة السمارة. شيلا تحكي عما تصفه "معاناة" مع زهير بعد أن علم أنه مصاب ب"السيدا"، فتقول: "عندما علمنا أنا وزوجي بأنه مريض، حاولنا مساعدته ببعض الأموال حتى يقوم بالفحوصات الضرورية"، لكن زهير "استمر في طلب المال مني، وأنا وزوجي لسنا أغنياء، وهددني بأنه إذا لم أرسل له 700 دولار، فسوف يقوم بإخبار الناس بأنني مصابة بالسيدا". وتضيف المواطنة الأمريكية، في تواصلها مع هسبريس، أنها لم تكن تتوقع أن ينفذ زهير تهديده، "ولكنه قام بذلك، ونشر فيديو على يوتيوب كله أكاذيب"، بل إن الشاب المغربي "قام بالاتصال بالمدرسة حيث أشتغل، وأخبرهم بأنني مصابة بالسيدا، وبأنني كذبت عليه ولم أقل له بأنني متزوجة". وحتى تدحض شيلا ما تسميه "كذب" زهير، فقد أجرت تحاليل للكشف عن إمكانية إصابتها ب"السيدا"، فتبين أنها غير مصابة بالفيروس، وذلك حسب الشهادة التي تتوفر هسبريس على نسخة منها، الصادرة عن أحد المختبرات الحكومية في ولاية أكلاهوما. ومع ذلك، فإن الشاب المغربي لازال يصر على أن شيلا هي من نقلت إليه المرض، رغم توفرها على شهادة طبية تثبت العكس.