بدأ المغرب تحضيراته لتنظيم قمة المناخ "كوب 22" في شهر نونبر العام المقبل، عبر اجتماع رفيع المستوى، حضره عدد من الوزراء ومدراء مؤسسات كبرى، من أجل التنسيق لإنجاح القمة التي تم تكليف المملكة بتنظيمها، بعد أن نظمت في العاصمة الفرنسية باريس خلال العام الحالي. وعقد الاجتماع صباح اليوم بمقر وزارة الخارجية بالرباط، وحضره كل من وزير الشؤون الخارجية، صلاح الدين مزوار، بالإضافة إلى الوزيرة المنتدبة امباركة بوعيدة، ووزير الداخلية، محمد حصاد، ووزيره المنتدب الشرقي الضريس، وكذا وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ووزير الطاقة والمعادن، عبد القادر اعمارة، وحكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة، بالإضافة إلى مدراء عدد من المؤسسات الكبرى في المغرب. وأكد صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن هذا الاجتماع "خصص للتداول في سبل التحضير لهذه التظاهرة الدولية في نونبر من العام المقبل بمدينة مراكش"، معتبرا هذا التنظيم بمثابة "تجسيد للدور الذي يقوم به المغرب في هذا المجال، والمعترف به دوليا من ناحية الدينامية والمبادرة"، على حد تعبيره. وذكر مزوار أن "قمة "كوب 21" في باريس انتهت بمجموعة من القرارات والاتفاقات التي يجب أن يعطى لها مضمون عملي؛ فيما ستذهب القمة المقبلة في المغرب في اتجاه نداء طنجة، الذي أكد فيه الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند، على مجموعة من الالتزامات في ما يخص المناخ، وكذا خطاب الملك الذي أكد أن قمتي باريسومراكش تشكلان بداية تحول وانعطاف جديد في مجال مناخ العالم". وأكد وزير الخارجية، في تصريح عقب الاجتماع، أنه "تم أخذ التزام المغرب بما عبر عنه الملك في خطاب باريس بعين الاعتبار، من خلال المرور في نسبة الطاقات المتجددة من 40 في المائة إلى 52 في المائة في أفق 2030، وهذه التزامات يتعهد بها المغرب على المستوى الدولي، وتؤكد دوره في مجال المناخ"، مضيفا أن "الإعداد لقمة من هذا النوع يتطلب انخراط الجميع وتهيئة كل الطاقات الوطنية من أجل إنجاحها". "المغرب من خلال تجربته ومقاربته العملية سيذهب في اتجاه بلورة مشاريع تسمح لخصوصية مراكش بأن تبقى في الأذهان"، يضيف مزوار، مشددا على أن "هناك مجموعة من المشاريع على المستوى الدولي، والمغرب برئاسته هذه القمة يتكلم باسم العالم، ويحمل هموم كل الدول، كما أن هناك انتظارات مرتبطة بتفعيل ما تم الاتفاق عليه في باريس، وكذا بداية التنفيذ العملي لإستراتيجية المناخ والبيئة". وتابع المتحدث ذاته بأن "هناك دولا مهددة بالانقراض بسبب المناخ، وأخرى مهددة بالتصحر". "وسنعمل على أساس أن تذهب المساهمة إلى إعطاء بعد عملي لعدد من البرامج التي ستعطي مصداقية لكل هذه الاتفاقيات التي تمت المصادقة عليها في باريس خلال هذه السنة"، يضيف وزير الخارجية. وشدد مزوار على أن المغرب يسعى إلى إشراك كل الطاقات في المجتمع المدني، لكي تكون حاضرة إلى جانب مؤسسات الدولة، وتساهم في إنجاح هذه التظاهرة، لكي نجعل منها تظاهرة متميزة وناجحة ولها إشعاع قوي؛ ومادامت تهم العالم فيجب أن يكون إشعاعها عالميا".