هو فنان شامل مارس التمثيل والإخراج وكتب السيناريو معروف بخفة دمه وبصراحة في القول ينعتها البعض ب"الشجاعة" ويرى فيها آخرون "طول اللسان". بمناسبة تقديم العرض ما قبل الأول لفيلمه "كان حتى كان واحد المرة حتى كان زوج د المرات" يوم 16 أكتوبر الجاري بمدينة الدارالبيضاء، بحضور 400 "شخصية مرموقة"، ونزوله إلى القاعات الوطنية ابتداء من 17 منه، يحدثنا السكيرج عن العمل الجديد، وقصة منعه من الظهور في التلفزيون، وحرمانه من الدعم السينمائي. - - في البداية ما هو موضوع فيلمك الجديد "كان حتى كان واحد المرة حتى كان زوج د المرات"؟ - - الفيلم يحكي قصة معروف الاسكافي الذي يعيش في مدينة فاس، وكان رجلا حكيما جدا وتتحدث المدينة كلها بلسانه وتتداول أمثاله، إنه شخصية شبيهة بعبد الرحمان المجذوب، إلا أنه لسوء حظه فقد كان متزوجا بامرأة من أقبح خلق الله تسمى عائشة الداهية، نغصت عليه حياته وجعلته من أتعس العباد. ومن خلال أحداث شيقة وممتعة يجد البطل الذي ينتمي إلى القرن السابع الميلادي في الوقت الحاضر وبالضبط في مدينة أورلندو بالولايات المتحدةالأمريكية. الفيلم يستمد طابعه الهزلي من هذه المفارقة بين حكمة الأمس وعالم اليوم بكل ما يزخر به من تكنولوجيا وقيم جديدة ومستحدثة. إنه عمل مكتوب بطريقة جديدة لأن جمهور اليوم أصبح من الصعب إضحاكه إذا لم نستعمل كوميديا متطورة تتميز بنوع من الكاريكاتورية المدفوعة إلى أقصى مدى. انه فيلم موجه الى جمهور من 3 الى 103 سنة. لقد قال لي احد النقاد الأمريكيين إن شارلو كان يمثل إنسانا تائها في المدينة وأنت تمثل شخصية تائهة في الزمان والمكان. الفيلم مكتوب بصيغة جدية ومتميزة تجعله موجها إلى كل أفراد العائلة. - هل يمكن أن ننتظر أجزاء أخرى من مغامرات معروف الاسكافي؟ - - هذا أمر وارد جدا إلا أنني ضحية مؤامرة كبيرة تحاول عرقلة مسيرتي... - قضية المؤامرة نتحدث فيها في ما بعد... - - عند الحديث عن أجزاء أخرى من هذا الفيلم يقفز إلى ذهني مباشرة أن عمري الآن 68 سنة، وهذا الفيلم من إنتاجي الشخصي وصرفت عليه من جيبي. فهل ستسنح لي الفرصة من بعد لأقوم بجزء ثان وثالث؟ لست ادري.. ما يشجعني هو جمهوري، (مازحا) وعندما سيحقق "كان حتى كان واحد المرة حتى كان زوج د المرات" نجاحا سيكون القراصنة في انتظاره بدرب غلف وغيرها. - نعود الآن للحظر المضروب على البشير سكيرج ... - - إنه أمر لا أفهمه .. - من الذي يمارس عليك المنع؟ - - كلهم - من تعني؟ - - سأبدأ بلجنة الدعم التابعة للمركز السينمائي وهي لجنة لم تصادق على أي مشروع سيناريو تقدمت به في حين توافق على مشاريع أفلام غاية في التفاهة والقبح. كفاءتي في كتابة السيناريوهات جعلتني مع سيناريست مصري آخر العربيان الوحيدان المعترف بهما لدى مكتب حقوق التأليف بهوليود على الصعيد العالمي. أنا كاتب سيناريو دو وزن ولست أدري لماذا ارفض بهذا الشكل من طرف لجنة يمكن أن أقول عنها الكثير تعطي الدعم لأفلام لا تعمر في القاعات أياما معدودة. من جهة ثانية لابد أن يعلم الكل بأنني عاطل بالمغرب مايقارب 20 سنة(!!) - تقول إنك ممنوع أيضا في التلفزيون المغربي.. لقد التقيت في السنة الماضية وزير الاتصال نبيل بنعبد الله واتصل بدوره بمدير القناة الثانية مصطفى بنعلي وكان كلاهما مرحبا ومشجعا. أعددت عملا جديدا كان عنوانه " لي يتسحر مع الدراري يصبح فاطر" وذلك ماجرى لي بالفعل مع مسؤولي القناة الثانية لقد جعلوني أتسحر مع الدراري بعد ما صرفت ما يناهز 18 ملايون سنتيم على الملابس والديكور من أجل عمل جيد كان من الممكن وبلا شك أن يشاهده الجميع لان له إيقاعا ومغزى. أثناء كل حلقة كان هناك تجديد حتى لا يمل الجمهور ويصاب بالقرف، كما هو الحال الآن وتصبح الرداءة منتصرة والمشاهد يسب ويلعن. وبغض النظر عن كوني ممثلا مقتدرا فأنا أيضا ٲكتب السيناريوهات بالعربية، والفرنسية، والاسبانية، والانجليزية، ولا أخفيك أن الهزل يجري في دمي، وتصميم الملابس والديكور طبيعي لدي، و أظنني بارع في الإخراج أكثر منه في التمثيل، وكما يقول المثل: سبع صنايع والرزق ضايع! لقد قدمت مشاريع كان من الممكن أن تعكس صورة ذكية وأنيقة عن بلد مثقف له تراث، وله تاريخ، وله أمجاد وكرامة. لكن لسوء الحظ المسؤولون "ماعندهم كبدة" والمشاهد المغربي "يحرك للقنوات" الفضائية، إن مدير القناة الثانية استقبلني بحفاوة لا تضاهى وفي الوقت نفسه قتل عزيمتي ب"كاتم صوت". - من أين لسكيرج بهذه "الشجاعة"؟ - - هي ليست شجاعة هي نوع من الدسارة والدسارة عندما تكون في قضايا الحق تصبح شجاعة ينظر لها الناس بإعجاب. هناك ممنوعون آخرون في التلفزيون مثل أحمد الطيب لعلج والطيب الصديقي، لكنهم لا يمتلكون الشجاعة للجهر بمعاناتهم لأسباب ذاتية. - لقد قررت رفع شكاية إلى الملك .. -- إنها ليست رسالة واحدة بل رسائل متعددة سأحاول أن أشرح فيها لملك البلاد ما يجري داخل التلفزيون لأنه الوحيد القادر على تغيير الأمور إلى الأفضل وأملي في سيدنا كبير. هوامش: - قراصنة درب غلف ينتظرون فيلمي بفارغ الصبر - جمهور التلفزيون أصيب بالقرف، وأصبحت الرداءة منتصرة والمشاهد يسب ويلعن. - أحمد الطيب لعلج والطيب الصديقي ممنوعان أيضا من التلفزيون لكنهما لا يمتلكان الشجاعة للجهر بمعاناتهم - مدير القناة الثانية استقبلني بحفاوة لا تضاهى وفي الوقت نفسه قتل عزيمتي ب"كاتم صوت" بشير سكيرج - ممثل ومخرج وسيناريست مغربي - مقيم في أمريكا - من الوجوه المعروفة مع بداية التلفزيون المغربي - له عدة تمثيليات تلفزيونية - أعطاه "باديس" للمخرج عبد الرحمان التازي دورا في فيلم ميز مسار السينما المغربية. - أعاده إلى الساحة السينمائية بقوة شريط عبد الرحمان التازي "البحث عن زوج امرأتي". - قام ببطولة فيلم "مغامرات الحاج الصولدي" للمخرج مصطفى الدرقاوي وهو عمل عرف إقبالا جماهيريا واسعا. ""