استغلَّ عدد من قياديي حزب التجمع الوطني للأحرار، المشارك في الحكومة، اللقاء الوطني لرؤساء الجماعات وأعضاء المجالس الجهوية التابعين للحزب، المنعقد اليوم بالرباط، لشنّ هجوم بشأن موضوع التحالفات على حليفهم، حزب العدالة والتنمية، القائدة للائتلاف الحكومي، دونَ ذكره بالاسم. القيادي في "حزب الحمامة"، رشيد الطالبي العلمي، حين حديثه عن تحالفات ما بعد الانتخابات الجماعية والجهوية لرابع شتنبر، التي فجّرت خلافا حادا بين حزبه وحزب العدالة والتنمية قال: "التحالفات التي عقدناها تخدم الوطن، ولا تخدم الأحزاب ولا الأشخاص"، وفي إشارة إلى حزب المصباح، قال: "شِي وَحْدينْ إلى ما تْحَالَفْتيشْ مْعاهُمْ تْوَلِّي ما نَعْرفَ شْنو، حتى وصلنا إلى مرحلة التخوين". العلمي الذي حضر اللقاء إلى جانب جميع الوزراء المنتمين إلى حزبه، باستثناء وزير الجالية، أنيس بيرو، عاد إلى ما بعد الانتخابات التشريعية لسنة 2011، حيث قرر الحزب "الخروج إلى المعارضة"، وفق تعبيره، قائلا إنّ الحزبَ ورئيسه، صلاح الدين مزوار، تعرضا للقصف من ما سمّاه ب"القضاء السياسي"، موضحا: "هناك طرف عيّن نفسه قاضيا، وبدأ يصدر الأحكام: هذا سيئ وهذا جيد". وتحدّث العلمي، الذي كان واحدا من "التجمعيين" الذين أثيرَ حولهم سجال بين حزبي "الحمامة" و"المصباح"، بشأن التحالفات عقب انتخابات 4 شتنبر (تحدّث) عنْ مرحلة انضمام حزبه إلى الحكومة سنة 2013، واصفا الوضعية التي كانت عليها المالية العامّة آنذاك ب"حالة إفلاس". وعن الدوافع التي جعلت حزب التجمع الوطني للأحرار ينضمّ إلى الحكومة في نسختها الثانية، بعد خروج حزب الاستقلال منها، قال العلمي: "الحكومة تعرضت لاهتزاز وكنا أمام خيارين، إما الانضمام إليها والمساهمة في دعم التجربة المغربية، أو الذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها، فارتأينا الخيار الأول، رغم أنه كان هناك من يقول إن الحزب كان سيربح لو لم يدخل إلى الحكومة، لكننا كنّا سنخسر النموذج المغربي، لذلك فضلنا أن نخسر نحن ويبقى النموذج خدمة للصالح العام". العلمي أثنى على الدور الذي لعبه وزير المالية "التجمّعي"، محمد بوسعيد، في "إنقاذ الوضع"، وفق تعبيره، قائلا: "اليوم تخرج ميزانيات لكافة القطاعات، وصرنا نرى المدارس تُبنى، والمستشفيات تُشيّد، وما كان هذا ليحصل لولا القرارات المؤلمة المُتخذة من طرف وزير المالية، والتوازنات الماكرو-اقتصادية التي نهجها". واعتبر العلمي أنَّ بوسعيد ساهم في جعل الأوراش والمشاريع الكبرى المهيكلة تستمر، مضيفا: "لولا هذا العمل لما استعادت المالية العامة عافيتها"، كما دافع المتحدث عنْ إنجازات باقي وزراء حزبه، وقال بخصوص عمل وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، إنّ كلّ ما يُكتب "هو تصفية حسابات، ونحن نفتخر بالعمل الذي قامت به الدبلوماسية، الرسمية منها والموازية".