بينما يرفع الفلاحون المغاربة أكف الضراعة طلبا لزخات مطرية، تقيهم خسارة موسم فلاحي متدهور، وفي الوقت الذي لا تلوح في الأفق أي بوادر لنزول أمطار قد تحمل معها أنباء سارة، سواء للمزارعين أو للحكومة، ما تزال نظرة الخبير المناخي علي شرود متفائلة، حيث يرى أنه "لا يمكن أن نقول إن المغرب مقبل على موسم جفاف"، معتبرا أن نزول قطرات مائية نهاية الشهر الحالي وطيلة يناير المقبل سيكون كفيلا بضمان موسم فلاحي جيد. وقال شرود، في تصريح لهسبريس، إن المغرب بعيد في الوقت الحالي عن "موسم للجفاف"، مشيرا إلى أنه لحد الساعة يمكن اعتبار تأخر هطول الأمطار "أمرا عاديا"، بفعل الضغط، كما أن درجات الحرارة الحالية هي "طبيعية" وهي نفسها التي شهدتها المملكة طوال الثلاث سنوات الماضية. شرود أوضح أنه يجب أن تكون هناك تساقطات في آنها، متفرقة على أواخر شهر دجنبر وبداية يناير، بكميات ممتازة ومتوازنة، من أجل ضمان موسم فلاحي جيد، منبها إلى أنه في حالة ما إذا كانت التساقطات سريعة وفي وقت وجيز، فإن الأمر قد يؤدي إلى خسائر قد لا تحمد عقباها، قائلا: "المنطقة تشهد اليوم ارتفاعا مفرطا في درجة الحرارة، وهو ما يؤدي إلى تساقطات سريعة في وقت وجيز". أما عن كون دراسات كثيرة أكدت أن السنوات المقبلة ستعرف ارتفاعا لدرجات الحرارة، فشرح الخبير المناخي ذلك بأن الأمر مرتبط بظاهرة كونية، موضحا أن التغير المناخي يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على صعيد الكرة الأرضية، بحيث كل سنة تزداد درجة واحدة. يذكر أن تأخر التساقطات المطرية خلال شهر نونبر أنتج، لحدود الساعة، خصاصا في التساقطات يقدر بنسبة تقارب النصف مقارنة مع موسم عادي، وهو ما يمثل خصاصا يساوي 60 مليمترا، ما دفع بوزارة الفلاحة والصيد والبحري إلى تشكيل لجنة بالوزارة لتتبع وتقييم الموسم الفلاحي، برئاسة الوزير عزيز أخنوش.