حراك دبلوماسي موازي غير عادي تعيشه العلاقات المصرية والمغربية هذه الأيام، إذ يحل ب"أم الدنيا" وفد رفيع المستوى من المفكرين والفنانين والإعلاميين المغاربة، في زيارة اختير لها عنوان: "مصر والمغرب .. تاريخ طويل من المحبة والتواصل"، وشمل برنامجها لقاءات مع مسؤولين مصريين، إلى جانب فعاليات فكرية وفنية وثقافية وسياحية. حسن أوريد، الكاتب والمؤرخ والناطق الأسبق باسم القصر الملكي، ومن أبرز الوجوه المرافقة للوفد المغربي، أبدى تثمينه للخطوة التي جاءت بدعوة من سفارة مصر في الرباط، بتعاون مع وزارتي السياحة والثقافة المصريتين؛ فيما سارعت وسائل الإعلام المصرية إلى استضافته في لقاء مباشر هم العلاقات بين الرباط والقاهرة. وقال أوريد إن "الدور المصري بقي طلائعيا تاريخيا في نهضة الأمة عربية"، مشيرا إلى أن مصر "تميزت في فترات سابقة بالفكر التنويري، من خلال رفاعة الطهطاوي، الذي يعد من قادة النهضة الفكرية في مصر في عهد محمد علي باشا، وكان له دور هام في محاربة فكر التطرف واجتثاث جذوره، مقابل نشر الفكر التنويري في مصر وخارجها". "هناك دور يبحث عن فاعل في المنطقة"، بهذه المعادلة لخص أوريد الواقع المعاش إقليميا في منطقة الشرق الأوسط والشمال الإفريقي، مشددا على أن الفاعل "لا بد أن يكون مصر"، فيما أكد أن "مصر تتطلع إلى دور أكبر في الآونة الحالية، رغم ما تعيشه من تحديات كبرى مع الإرهاب والكساد الاقتصادي.. لكن التفاعلات الحاصلة الآن تفتح آمالا كبرى". وأضاف الكاتب المغربي في هذا السياق أن "العالم كله، وليس فقط العالم العربي، يتطلع إلى دور أكبر لمصر، خاصة أن المنطقة عانت طيلة 40 سنة مع أطراف خارجية، ما أدى إلى نتائج كارثية"، مشددا على هذا التوجه بقوله: "آن الأوان لتقارب جديد، تمضي فيه مصر إلى جانب المغرب في مصلحة العالم ومصلحة الأمن والاستقرار". وعلاقة بالمغرب، توقف أوريد، ضمن برنامج "صباح الخير يا مصر" على القناة المصرية الأولى، عندما وصفها ب"الرؤية المشتركة التي تتقاسمها المملكة مع باقي الأطراف الأخرى في المنطقة"، مضيفا أن "للرباط والقاهرة دور مهم في القضاء على الإرهاب فكرا وتوجها". وأضاف الناطق الأسبق باسم القصر أنه "في الوقت الذي توجد حزازات وحروب بين الدول، نحن لا تجمعنا حروب، بل الحرب التي يمكن أن نخوضها سويا هي ضد الفقر"، فيما يرى أن "تطوير العلاقات بين الرباط والقاهرة يمكن أن يتم عبر توسيع إطار إعلان أكادير الذي أرسى منطقة للتبادل الحر". ورجع أوريد إلى فترة العاهل المغربي الراحل محمد الخامس، لتوصيف "العلاقات الإستراتيجية التي ربطت المغرب ومصر"، مشيرا إلى أنها "بدأت بدعم المغرب لفترة تحرير مصر، وظهر ذلك في حضور الملك الراحل محمد الخامس افتتاح السد العالي بجانب فخامة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر". وخلص المتحدث إلى أن "الأواصر القوية التي تطبع علاقات البلدين تنطلق من منظور إستراتيجي مشترك على المستوى الرسمي والمجتمع المدني"، مضيفا: "نعيش ظروفا استثنائية فيها تحديات ومشاكل، لكن من الممكن أن ننفتح على آمال واعدة على كافة المستويات".