لطالما كان المغاربة مهتمين بمشاهدة النشرات الجوية كل يوم، إذ ظلوا حريصين على الحصول على تنبؤات الحالة الجوية بالمغرب عموما وبالمناطق الجغرافية التي يعيشون بها خصوصا، حتى إن آخر تقارير "ماروك متري"، المكلفة برصد متابعات المشاهدين، أشارت إلى أن أكثر البرامج مشاهدة على القناة الأولى هي نشرة الأخبار، متبوعة بنشرة الأحوال الجوية. واعتبر الخبير في الأرصاد الجوية، محمد بلعوشي، أن "اهتمام المغاربة بحالة الطقس يرجع إلى أنشطتهم المعيشية المرتبطة ارتباطا وثيقا بحالة الطقس، بما أن جلهم كانوا يعملون بالزراعة والفلاحة والصيد البحري، ولا زال أغلبهم كذلك، رغم أن اهتمامهم سابقا بالحالة الجوية لم يكن بالدرجة نفسها اليوم". وقال مسؤول الاتصال السابق بمديرية الأرصاد الجوية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "الاهتمام الفعلي للمغاربة بمشاهدة النشرات الجوية بدأ حين أصاب الجفاف المغرب في ثمانينات القرن المنصرم، وبرز مع ظهور وسائل الإعلام بالمغرب وانتشارها، كالتلفزة والمحطة الإذاعية الوطنية"، مضيفا أن "المسؤولين بدورهم خلال هذه الفترة الزمنية اهتموا بالنشرات الجوية". وأفاد خبير الأرصاد الجوية بأن "النشرة الجوية أصبحت تحتل مكانة مهمة في المغرب بعد هذه الأحداث، حيث عمد الواقفون على إعداد النشرات إلى اعتماد سياسة القرب من المواطن وتقديم تفاصيل مناطق جغرافية بعينها، مع اعتماد لغة سلسلة وقريبة من المواطن الذي يصعب عليه التعامل مع مصطلحات علمية"، مشيرا إلى أنه "كان يتم التركيز بالأساس على تقريب الظاهرة المناخية من المشاهد، عبر محاولة تفسيرها وشرح أبعادها، مع تقديم المعلومة بدون تهويل". وأبرز خريج مدرسة "البوليتيكنيك" السويسرية أنه قام بتدريبات في التواصل لدى عدد من أهم القنوات الإخبارية العالمية، وعلى يد إعلاميين متخصصين في تقديم النشرات الجوية، لينتقل بعدها إلى تكوين مقدمي النشرات الجوية بالقنوات المغربية، من أجل تسهيل تمرير المعلومة وتقديمها للمشاهد بكل سلاسة. وأفاد بلعوشي جريدة هسبريس بأن "المغرب بات يتعرض لظواهر كبيرة خلال السنوات الأخيرة، إذ ظهرت النشرة الإنذارية ذات التنبؤات العالية، والتي كانت موجهة في بداياتها للعاملين بالملاحة الجوية والبحرية، إلا أنها أصبحت موجهة للعموم بعدها". مبرزا أن "تقلبات المناخ والاحتباس الحراري وثقب الأوزون وغيرها أكسبت المغاربة اهتماما أكبر بالقضايا المناخية العالمية، خاصة وأن القنوات التلفزية المغربية أصبحت تفتح أبوابها لعلماء الأرصاد الجوية لشرح الظواهر المناخية؛ فضلا عن انفتاح واهتمام الصحافة الإلكترونية". ونادى بلعوشي بضرورة تكوين صحافيين عِلميين لتقديم النشرات الجوية، يكون لديهم إلمام بالمصطلحات العلمية والمناخية المستعملة، ليكون التواصل أكثر فعالية بين علماء الأرصاد والمواطن البسيط، لافتا إلى ضرورة تحديث طريقة تقديم النشرات الجوية المغربية وتجديدها من حيث الشكل. من جهتها، اعتبرت الدكتورة خلود السباعي، الأستاذة والباحثة في علم النفس الاجتماعي بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، أن "اهتمام المغاربة بالاطلاع على فحوى النشرة الجوية يعود في شق منه إلى الحركية التي تزيد من الاهتمام بالمظهر الخارجي والصحة، على اعتبار أن الاهتمام بالطقس مرآة للاهتمام بالذات، مع رغبة أساسية في حماية الجسم". وأفادت الأستاذة الجامعية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "وعي المغاربة بالتغيرات المناخية الحاصلة والخطورة التي بات يشكلها التلوث على الكوكب عرف ارتفاعا"، مشيرة إلى أن "الإنسان لطالما منح تفسيرات دينية للظواهر الجوية، كانت تربط كل التغيرات المناخية بغضب الله".