قال مرصد الشمال لحقوق الإنسان إن السلطات أوقفت، منذ ثلاثة أيام، حملات المطاردة والترحيل التي كانت تشنها على المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، والذين يتخذون من الغابات والأحراش والكهوف المحيطة بمدينة سبتةالمحتلة مأوى لهم في انتظار عبورهم إلى أوروبا أو اقتحام الأسلاك المحيطة بالمدينة المحتلة. ويأتي وقف عمليات المطاردة والترحيل إلى العديد من مدن جنوب المغرب، التي تم خلالها ترحيل أغلبية المهاجرين، عقب وفاة مهاجرين اثنين يحملان الجنسية الكاميرونية الاثنين الماضي بإحدى المغارات الواقعة بضواحي الفنيدق، عند منطقة تسمى "خندق قاسم". وشنت السلطات العمومية أطول وأكبر عمليات المطاردة والترحيل في تاريخ المنطقة بداية من أوائل شهر أكتوبر الماضي، حيث تم ترحيل المئات من المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء. كما تم وضع نقط مراقبة ثابتة على طول الخط الممتد من مدينة الفنيدق إلى طنجة، قبل أن يتم تفكيكها. مرصد الشمال لحقوق الإنسان عاين تقلص عدد المهاجرين الذين كانوا يتواجدون بتلك الغابات أو يتخذون من الطريق الممتدة من الفنيدق إلى طنجة مكانا لطلب المساعدات، من أكل وملبس وغيرهما، من مستعملي الطريق، حيث أصبح عددهم لا يتعدى 30 مهاجرا، مقارنة بالمئات في وقت سابق. وكان المرصد الحقوقي قد طالب بفتح تحقيق في موضوع "اختناق" المهاجريْن وإعلان نتائجه للرأي العام، داعيا السلطات إلى وقف عمليات المطاردة التي تقوم بها في الأحراش والغابات والكهوف المحيطة بسبتةالمحتلة، وإعادة النظر في سياستها في مجال الهجرة والتوقف الفوري عن لعب دور الدركي. في الصدد ذاته، دعا المرصد الاتحاد الأوربي إلى تحمل كامل مسؤوليته في إيجاد حلول جذرية لظاهرة الهجرة غير النظامية من خلال العمل على تسوية النزاعات السياسية ودعم أوراش التنمية، عوض العمل على تطبيق سياسة تصدير الحدود بجعل دول شمال إفريقيا دركي له.