وقف الملك محمد السادس بجلبابه المغربي زاهي الألوان، وبجانبه شقيقه الأمير مولاي رشيد، مساء اليوم الأربعاء، إلى جانب أمراء وحكام دولة الإمارات العربية المتحدة، في منصة مدينة زايد الرياضية، لحضور الاحتفالات الرسمية للعيد الوطني الرابع والأربعين لهذا البد الخليجي. وأنصت العاهل المغربي، الذي حل ضيفا على الإمارات مساء أمس، لمشاركة الإماراتيين أفراحهم الوطنية، لنشيد البلاد وسط زخم الجمهور الحاضر الذي صفق كثيرا للعروض المقدمة أمام الملك، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، والشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وحضر الحفل، الذي حمل شعار "دام عزك يا وطن"، أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وأولياء العهود ونواب الحكام، وأيضا الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، والشيخ سعود بن صقر القاسمي حاكم رأس الخيمة، وشخصيات أخرى. ويبرز حضور الجالس على عرش المملكة لهذا الاحتفال، مدى العلاقات المتينة التي تربطه بحكام الإمارات، والتي تصل حد الروابط الشخصية والعائلية بأمراء هذا البلد الخليجي، حيث سبق له أن حضر في نفس المناسبة السنة الماضية للاحتفال باليوم الوطني للإمارات، كما أن حكام هذه الدولة يحضرون كثيرا للمغرب في زيارات عمل وأخرى خاصة. وهنأ العاهل المغربي بهذه المناسبة رئيس الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتمناى له في برقية، اليوم، موفور الصحة والعافية، وسابغ السعادة والهناء وطول العمر، وللشعب الإماراتي الشقيق تحقيق ما يصبو إليه من اطراد التقدم والرخاء في ظل قيادة سموه الرشيدة." ولم يفت ملك البلاد أن يعرب عن اعتزازه بما يربطه شخصيا بالشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من أواصر أخوية متينة، وتقدير متبادل، وتفاهم ودي موصول، وبما يجمع البلدين الشقيقين من علاقات استراتيجية مبنية على التعاون المثمر، والتضامن الفعال، والتطابق التام في وجهات النظر المختلفة". وأكد الملك حرصه القوي على مواصلة العمل سويا مع رئيس الإمارات، من أجل ترسيخ هذه العلاقات المتميزة وتوسيع مجالاتها، والارتقاء بها إلى مستوى شراكة نموذجية، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين، ويعزز التضامن والتكامل بين دول الأمة العربية والإسلامية". وتتسم العلاقات بين المغرب والإمارات، رغم البعد الجغرافي بينهما، بالتقارب الكبير والتفاهم الوطيد في العديد من القضايا، وهو ما تُوج بإرساء شراكة إستراتيجية متعددة الأبعاد تكرس إرادة وعزم قائدي البلدين، على المضي قدما وإعطاء تعاونهما بعدا في مستوى طموحاتهما. وتؤكد زيارة الصداقة والعمل التي يقوم بها الملك محمد السادس للإمارات العربية المتحدة، ابتداء من اليوم الأربعاء، بمناسبة تنظيم أسبوع المغرب في أبوظبي، هذا النفس في التعاون، مع الإسهام في تعزيز العلاقات العريقة القائمة بين المغرب وبلدان مجلس التعاون الخليجي. وستخول هذه الزيارة الملكية أيضا تقييم ومتابعة تفعيل 21 اتفاقية تم توقيعها في مارس الماضي بالدار البيضاء، تحت رئاسة الملك والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وشملت مجالات التعاون والدبلوماسية والتعليم، مرورا بالفلاحة والسياحة والدين والصحة والطاقات والبيئة وحتى التعمير، وتضم بالخصوص اتفاقية حول المجال الأمني ومكافحة الإرهاب.