قالت الناشطة الحقوقية، إلينا مالينو، عضو منظمة "Caminando Fronteras" الإسبانية، التي تعنى بقضايا المهاجرين والدفاع عن حقوقهم، إن مهاجريْن إفريقييْن من جنوب الصحراء لقيا مصرعهما اختناقا داخل إحدى المغارات المجاورة لمدينة الفنيدق نتيجة التدخل الأمني للقوات المساعدة، التي قامت بإضرام النار داخل المكان بغية إخلائهم، فيما لم يتم تأكيد أو نفي المعلومة من طرف الجهات الرسمية بالمملكة. وأضافت المتحدثة، في تصريح لصحيفة "إلموندو" الإسبانية، أن عملية إجلاء المهاجرين السريين من داخل الكهوف المتاخمة لفندق "Ibis" بدأت في حدود الساعة العاشرة صباحا وامتدت لأربع ساعات، موردة أن شهود عيان أكدوا للمنظمة التي تنتمي إليها وفاة مهاجريْن سرييْن من الكاميرون هما (Bir)، البالغ من العمر 23 سنة، و(Vapeur)، 24 عاما، كما راسلت مرصد حقوق الإنسان بالشمال بشأن الواقعة. وأوردت صحيفة "20minutos" الإسبانية أن جثتي الهالكين ما تزالان داخل المغارة رغم مطالب مهاجرين سريين آخرين بإخراجهما، عبر تنظيم وقفة احتجاجية أمام ولاية أمن مدينة "Castillejo"، وهو الموقف الذي أثار حفيظة الناشطة "إلينا" التي كتبت تغريدة في حسابها على "تويتر" تقول فيها: "هم يريدون منع تدفقات المهاجرين على مدينة سبتة ولو على حساب الأرواح البشرية، إنه العنف". ووفق ما صرحت به مصادر من داخل "الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين" للمنبر ذاته، فإن حملات المطاردات الأمنية في حق المهاجرين غير الشرعيين، الذين يقيمون بالغابات المجاورة لمدن الشمال في انتظار فرصة اجتياز الأسلاك الشائكة الفاصلة بين المغرب وثغر سبة المحتل، ارتفعت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، إذ وصلت أعداد المتمكنين من عبور السياج ما يزيد عن 1640 خلال هذه السنة. وصرح شاهد عيان، يدعى "ميشيل"، لصحيفة "إلدياريو"، بأنه "رأى بأم عينيه جثتي الضحيتين داخل المغارة التي أضرمت بها النار من قِبل السلطات الأمنية المغربية، حيث أقيمت خيام مصنوعة من البلاستيك تقيهم شر البرد القارس في انتظار فرصة العبور للقارة العجوز"، مضيفا: "كنا في الغابة المجاورة لمدينة الفنيدق وجاءت القوات المساعدة لإلقاء القبض علينا كالعادة، ونحن كنا قد غادرنا المكان حينها، فأحرقوا الموقع". وزاد شاهد عيان آخر، يدعى "Brian"، أن "السلطات الأمنية المغربية أخبرتهم بأنها ستقوم بزيارة تفقدية للمكان للوقوف على حقيقة ما جرى، لكنهم لم يقوموا بأي شيء، وأنا سوف أبقى هنا بجوار المغارة حيث توجد جثتي صديقي "فابور" و"بير" اللذين فارقا الحياة نتيجة الاختناق"، وزاد: "سأظل بهذا المكان كحارس إلى أن يتم إخراجهما، ونحن لا نعلم إن كان هنالك ضحايا آخرون داخل المغارة".