تضارب معطيات البحث بعد العثور على جثثهم في مكانين متفرقين تفصل بينهما مسافة كبيرة عثر مطلع الأسبوع الجاري على جثث أربعة مواطنين أفارقة في مياه بحيرة مارتشيكا وبمحاذاة ميناء بني أنصار، وتم نقلهم إلى مستودع الأموات بالمستشفى الحسني. وفق المعلومات المتحصل عليها من مصادر متطابقة، يتعلق الأمر بأربعة مرشحين للهجرة السرية من دول افريقية جنوب الصحراء، فارقوا الحياة في ظروف غامضة، وتم انتشال ثلاث من الجثث من موقع بالقرب من منطقة ماروست، فيما الجثة الرابعة عثر عليها بشاطئ بوقانة المحاذي لميناء بني انصار. وفي انتظار نتائج التشريح الطبي الذي يرجح أن تكون النيابة العامة أمرت بإجرائه لتحديد ملابسات وظروف وفاة المواطنين الأفارقة، زاد تضارب معطيات البحث الأولي الغموض الذي يحيط بالحادث، إذ عثر على الجثث في مكانين متفرقين تفصل بينهما مسافة كبيرة، ويشتبه في الوقت الراهن في غرقهم أثناء محاولتهم العبور نحو مليلية المحتلة. وأشارت مصادر أخرى إلى فرضية تعمد مافيا للهجرة السرية إغراق المهاجرين الأفارقة الثلاثة، عبر إلقائهم من أحد القوارب المنطلقة من سواحل الناظور في رحلة انتهت بهم في مستودع الأموات. من جهة أخرى، كشف مصدر موثوق ل»الصباح» تفاصيل مثيرة حول ملابسات غرق المهاجر الرابع في مياه شاطئ بوقانة، وأكد بناء على شهادة شهود عيان أن الهالك ظل لأزيد من نصف ساعة يقاوم الغرق، بعدما قفز إلى البحر هربا من أفراد من القوات المساعدة كانوا يلاحقونه من أجل إيقافه. وأوضح المصدر ذاته، أن المهاجر السري عمد إلى الفرار نحو البحر، واكتفى أفراد القوات المساعدة بتتبع لحظات غرقه على بعد بضعة أمتار من الشاطئ دون تقديم أي مساعدة له، ليفارق الحياة ويتم نقله إلى مستودع الأموات بالمستشفى الحسني. من جهتها، دعت مصادر حقوقية السلطات القضائية إلى فتح تحقيق في الحادث، وأكدت أن النيابة العامة مطالبة باستجلاء حقيقة تعمد أفراد القوات المساعدة عدم تقديم المساعدة للمهاجر الإفريقي الذي ظل لأزيد من نصف ساعة يقاوم الغرق، واكتفوا أثناء ذلك بموقف المتفرج إلى أن فارق الحياة. وسجلت المصادر ذاتها، حدوث تجاوزات أثناء ملاحقة المهاجرين السريين، خصوصا بمنطقة كوروكو الجبلية، حيث تعرض عدد منهم في المدة الأخيرة لعنف مفرط أدى إلى إصابتهم بكسور، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن موقوفين يعانون ظروف اعتقال مهينة للكرامة الإنسانية داخل مقر المنطقة الأمنية للناظور، وهو ما سبقت معاينته في مناسبة سابقة.