يتداول "راديو الشارع" بالعاصمة الرباط احتمال إلغاء مهرجان "موازين" لهذا العام، الذي من المرتقب أن تنطلق فعاليات دورته العاشرة كعادتها منتصف شهر ماي المقبل، وذلك بسبب الشعارات التي طالب من خلالها المشاركون في مسيرة 20 فبراير رئيس جمعية مغرب الثقافات المُنظمة للمهرجان، منير الماجيدي، بالابتعاد عن الاقتصاد والثقافة والرياضة. مصادر أخرى رجحت فرضية إلغاء فعاليات هذه الدورة اعتبارا لسياسة "التقشف" التي نهجتها الحكومة مؤخرا، وضخها لأزيد من 32 مليار درهم في صندوق المقاصة، ولا معنى لتنظيم مهرجان بكلفة مالية تناهز 27 مليون درهما حسب ما تم التصريح به رسميا. أما الميزانية الحقيقية، فتتجاوز هذا المبلغ بكثير، باعتبار الأجور الخيالية التي يتقاضاها عادة الفنانون الذين سيستضيفهم المهرجان في هذه الدورة، مثل شاكيرا ونيلي فيرتادو والليدي غاغا.. وغيرهم، فقد تراوحت مثلا أجور الفنانين العرب، الذين شاركوا في دورة العام الماضي، بين 500 و700 ألف درهم للواحد منهم، ويتضاعف المبلغ عندما يتعلق الأمر بفنانين غربيين من العيار الثقيل. وأضاف مصدر مطلع آخر أنه "لا معنى لتنظيم مهرجان يلتهم، إلى جانب ميزانية التنظيم، أموالا طائلة على مستوى تعويضات الفنانين وإقامتهم"، ففي ذلك "ضرب عرض الحائط بالسياسة التقشفية التي أعلنتها الحكومة في قانون ميزانية 2011"، وفيه أيضا "لامبالاة بمطالب شرائح واسعة من الشعب المغربي خرج بعضه في مسيرة 20 فبراير للمطالبة بتشغيل الشباب العاطل وترشيد النفقات وتوفير بنيات تحتية". وفيما اعتبر عزيز داكي، المدير الفني للمهرجان، بأنه لا علم له بالخبر، وبأن ما يروج مجرد إشاعات، مشيرا، في اتصال هاتفي مع الموقع الإلكتروني، بأن الاستعدادات تجري على قدم وساق لتنظيم المهرجان، مجددا تأكيده، في جواب عن سؤال: هل سيأخذ المنظمون ما يجري في العالم العربي من أحداث وانعكاساتها على بلادنا، وخاصة الشعارات التي رفعتها مسيرة 20 فبراير؟ أن "نشتغل بشكل عاد، ويمكن طرح المزيد من الأسئلة في الندوة الصحافية". أكد عبد الكريم برشيد الفنان المسرحي، أن ما يحدث في العالم يدعو القائمين على المهرجانات ببلادنا إلى ترشيد النفقات العامة، والاستجابة لمطالب الشعب الداعية إلى محاربة التبذير بكل تجلياته، والاهتمام بالمجال الاجتماعي والتربوي، وجدد مطالبته بإعادة النظر في طريقة تنظيم تلك المهرجانات، والحفاظ على المهرجانات الثقافية والفنية التي تخدم الثقافة المغربية، ف"كفى من مهرجانات الشطيح والرديح، وكفى من المهرجانات التي تخدم الفنان الأجنبي على حساب الفنانين المغاربة الذين يعاني معظمهم في صمت ويعيش أغلبهم ظروفا سيئة"، حيث "لا معنى أن يتم إقصاء الفنان المغربي من مهرجانات تُقام في عقر داره"، والفنان المغربي "جزء من الشعب الذي رفع مطالب اجتماعية واقتصادية في مسيرة 20 فبراير". وعلق برشيد عما يروج من أنباء عن إمكانية إلغاء "موازين"، بالقول إنه "حان الوقت لنقطع مع سياسة اللاعدالة الفنية والثقافية"، حيث إحدى تجليات الجهوية تتمثل في استفادة جميع ربوع المملكة من حقها في الثقافة والفن، واقتصار تنظيم مهرجانات في محور الرباط والدار البيضاء بميزانيات ضخمة ينطبق عليه قول برنارد شو "كثرة في الإنتاج وسوء في التوزيع"، مؤكدا أن المغرب في حاجة إلى تظاهرات فنية تقف وراءها سياسة ثقافية واضحة المعالم، وليس أن يترك الأمر لكل من حلم بمهرجان يستيقظ في اليوم الموالي ليصبح مديرا له، ويجد الإمكانيات لتنظيمه. وفي موضوع متصل، انتقد تلميذ يبلغ من العمر 16 سنة، مهرجان موازين، مؤكدا، في رسالة مفتوحة موجهة إلى جلالة الملك اختار تقديمها بأسلوب"الهيب هوب" بموسيقى "الراب"، قائلا:"يكفي غير موازين شني خاصك آلعريان؟ خصني خاتم يا مولاي".