اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة بجملة مواضيع منها على الخصوص حادثة إسقاط المقاتلة الروسية من قبل تركيا ومدى تأثيرها على جهود حل الأزمة السورية، والقضية الفلسطينية، والشأن الليبي، إلى جانب موضوع الارهاب والانتخابات البرلمانية المصرية ومواضيع أخرى محلية وإقليمية. ففي مصر، تناولت صحيفة (الأهرام) بعض الظواهر التي كشفت عنها نتائج الجولة الأولى من المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية التي جرت بداية الأسبوع الجاري والتي من أهمها ظهور "المال السياسي"، مبرزة أن "الحالة الثقافية" والمستوى الاجتماعي والاقتصادي، ساهما إما في هزيمة "المال السياسى" كما حدث في دوائر حضرية، أو في بقاء مرشحيه لجولة الإعادة في المناطق الفقيرة. وأشارت الصحيفة في افتتاحية بعنوان "الظواهر الانتخابية" ، إلى أن من أهم مؤشرات هذه الانتخابات، الإقبال الكبير في شمال ووسط وجنوب سيناء، والذي يعتبر " رسالة تحد من المواطن المصري السيناوي للإرهاب، وهذا أكثر ما يمكن أن يطمئن المصريين بالنسبة لحتمية دحر الارهاب رغم حادثة فندق العريش". وكتبت الصحيفة أنه ربما كان من الضروري إخضاع كل الظواهر التي صاحبت الانتخابات، إيجابية وسلبية، إلى الدراسة والبحث المعمق والعلمي، "حتى تكون نقطة انطلاق في الانتخابات المقبلة، باعتبارها رقما رئيسيا في الدولة المدنية الحديثة التي يتم بناؤها حاليا رغم كل التحديات". من جهتها ، كتبت صحيفة (الجمهورية) أن مصر ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس محمد مرسي ، أطلقت نخبة من المشروعات القومية إيذانا ببداية حقبة جديدة في تاريخ مصر عنوانها العمل من أجل المستقبل ، مشيرة إلى أن استمرار سياسة ما قبل (30 يونيو) لم يعد مقبولا، وكذا " انتظار المنح والهبات من الأشقاء والأصدقاء والقروض من المؤسسات المالية والدولية خاصة ذات السمعة السيئة لدى الأوساط الشعبية بحكم التجارب التاريخية السابقة". وأشارت في افتتاحية بعنوان "الاعتماد على الذات"، إلى أن الشعب الذي تحمل تضحيات وأعباء ثورتين (25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 ) في سنين قلائل يملك قدرات ذاتية هائلة تمكنه من الاعتماد على النفس في تنفيذ خطط البناء والتعمير وتدبير الموارد اللازمة لتشغيل عجلة الإنتاج بأقصى درجة حتى تنجز المشروعات القومية، بقدرات ذاتية والنجاة من أسر المصالح التي تتحكم عادة في العلاقات المتغيرة بين الدول. وتحت عنوان "قمة العبث في سوريا"، كتبت صحيفة (الشروق) أن ما يحدث في سوريا "عبثي ومجنون، ولا يوجد هناك ملائكة، بل الكثير من الشياطين"، معتبرة أن من فوائد التدخل الروسي الأخير في سوريا ربما أنه "كشف الكثير من المؤامرات ضد سوريا والمنطقة العربية، في حين يزعم الجميع أنه يدافع عن الشعب السوري". واعتبرت الصحيفة في مقال لها أن التدخل الروسي أربك كل الحسابات الدولية وكشف الكثير من الحقائق التي "كنا نظنها أوهاما أو إشاعات"، مشيرة إلى أن الجميع يمزق سوريا و"نحن نتفرج، والخاسر الأكبر هو الشعب السوري ووحدة تراب سوريا، ويتحمل النظام المسؤولية الكبرى في الوصول إلى هذه اللحظة المأساوية لكل المنطقة. الظلم والفقر والاستبداد هو الذي ينتج داعش ويستجلب التدخل الأجنبي". وفي الأردن، قالت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "هل تسرعت تركيا بإسقاط سوخوي 24¿"، إن العلاقات العسكرية والاقتصادية بين موسكووأنقرة ستتأثر بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية، "وسيسود بينهما فتور سياسي، وسيزداد الضغط النفسي على القيادة التركية، وربما تتصاعد في الفترة المقبلة خطط (الحرب بالوكالة) بين البلدين". غير أن الصحيفة أضافت أن الطرفين يدركان أن حجم المصالح بينهما كبير، وسيسعيان لكي لا يحول "حفظ ماء الوجه" دون "الرغبة القوية في تطويق الحادث وضبط النفس وعدم التصعيد"، مؤكدة أن الرسالة التركية التي تضمنتها حادثة إسقاط الطائرة الروسية "ليست تكتيكية، بل استراتيجية، ومتعلقة بملامح الحل المقبل في سورياالجديدة (...)". وفي مقال بعنوان "كيري يترك السلطة لليأس والفراغ"، كتبت صحيفة (الدستور) أن وزير الخارجية الأمريكي ترك خلفه في رام الله "خيبة أمل كبيرة"، حتى أن الذين استبشروا خيرا بجولته "تمنوا لو أن الرجل لم يأت، فهو استهل زيارته لإسرائيل بهجوم على الفلسطينيين، منددا برماة الحجارة وحملة السكاكين من أطفال وفتيان وشبان (...) مدافعا عما أسماه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". واعتبر كاتب المقال بالصحيفة أن الكرة الآن في الملعب الفلسطيني، "وعلى السلطة والمنظمة وفتح على وجه التحديد، وبدرجة أقل حماس وغيرها من الفصائل، أن تخرج إلى شعبها ب(بيان موقف) تشرح فيه ملامح خطتها واستراتيجيتها للمرحلة القادمة، أو تضع استقالتها بين يدي أبناء الشعب الفلسطيني، ليختار من سيمثله ويقوده في المرحلة المقبلة وكيف". وفي قطر، رصدت صحيفة (الشرق) ردود الفعل المرحبة بالاتفاق الذي تم توقيعه في الدوحة مؤخرا بين قبيلتي (الطوارق) و(التبو) الليبيتين برعاية قطرية، خاصة تلك المعبر عنها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مؤكدة أن "الاتفاق يعد خطوة مهمة وتطورا إيجابيا في طريق إنهاء العنف بين المكونات الاجتماعية بالجنوب الليبي". وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن هذا الاتفاق "يعد أيضا خطوة إيجابية في طريق إحلال الأمن والسلام في الداخل الليبي، كما أنه بادرة طيبة من دولة قطر لكثير من الدول كي تحذو حذوها في إيجاد أجواء توافقية وتصالحية للشعوب العربية التي تئن من الصراعات والنزاعات". بدورها ، اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن الاتفاق "يعد نجاحا باهرا يضاف إلى سجل النجاحات الدبلوماسية لقطر كونها وسيط نزيه ينحاز للقضايا الإنسانية واحترام حقوق الجميع في العيش بسلام ومساعدة الدول على تحقيق التنمية والازدهار". وبعد أن أكدت الاهمية الكبيرة التي يكتسيها الاتفاق ، شددت الصحيفة على أن الشعب الليبي "ينتظر من الأطراف السياسية والقبلية في ليبيا أن تمضي في العملية السياسية وإنهاء مظاهر العنف والاقتتال والتفرغ لبناء مستقبل ليبيا دون إقصاء أو تهميش أو فرض منطق القوة ". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إنه ليس من المتوقع أن تكون الهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم (داعش) في أكثر من دولة نهاية المطاف، مستطردة أن التطور الإيجابي، هو الوعي الجماعي العالمي، الذي تطور حديثا بمخاطر الإرهاب، بضرورة تشكيل تحالف دولي قوي للقضاء عليه. وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت حوادث العنف الأخيرة، ستكون فسحة للمراجعة وتشكيل حلف دولي لقهر الإرهاب، على قاعدة هزيمته في أوكاره وقواعده الفكرية¿ وهل تشي مؤشرات الحراك الدولي بأن العالم على أبواب مرحلة جديدة، لعلها تكون بداية العد التنازلي للإرهاب¿. ومن جهتها، أشارت صحيفة (الوطن) إلى أن حادثة إسقاط المقاتلة الروسية بنيران الطائرات التركية قرب الحدود السورية ستوجه "ضربة قاصمة" لمباحثات فيينا حول سورية، وأنه من غير المرجح، جراء ذلك، أن تتوحد القوى العالمية والإقليمية في تحالف واسع ضد (داعش)، والذي دعت إليه روسيا مؤخرا، نظرا إلى "الاختلافات الصارخة" حيال النزاع السوري، وليس أقلها حول مصير الأسد، صديق موسكو وعدو تركيا والغرب وبعض الدول العربية. وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت هذه الحادثة ستؤدي إلى دعم توجه أنقرة بإقامة منطقة آمنة شمال سوريا، يتم فيها حظر طيران قوات نظام الأسد، وتكون خالية من عناصر تنظيم (داعش). وبالإمارات، أبرزت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن التضليل الإسرائيلي، الذي يدعمه التضليل الأمريكي، يجعل الضحية جانبا والمجرم ضحية. وأوضحت أن هذا الأمر ليس "جديدا بل هو قائم منذ عقود، لكن في الأيام الأخيرة وصل حدا من السوريالية لم يسبق له مثيل". وأشارت في هذا السياق إلى دعوة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لدى زيارته للمنطقة، بأنه يبحث عن التهدئة، ولكنه " أعلن أن ردود الفعل الفلسطينية إرهاب، بينما اعتبر أن الكيان الصهيوني يدافع عن نفسه. فأي استخفاف بعقول الناس هذا¿ ألا يعرف كيري أن الاستيطان المتواصل انتهاك للشرعية الدولية، وألا يدرك أن ضم الأراضي الفلسطينية خرق لها، وألا يعلم أن القتل الإسرائيلي واعتقال الفلسطينيين العشوائي لا يتوقف¿. ألم يسمع أو يقرأ تقارير لجان الأممالمتحدة حول الانتهاك الإسرائيلي لحقوق الإنسان وممارساته التي اعتبرت جرائم حرب في حروبه المتواصلة ضد الفلسطينيين" ومن جهتها، جددت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، التذكير بدعم دولة الإمارات العربية الفلسطينية للقضية الفلسطينية، وتأييدها ومساندها لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتنازل أو التصرف، وعلى رأسها حقه في دولته المستقلة ذات السيادة والمعترف بها دوليا، وعاصمتها القدس. وأبرزت في هذا السياق المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات للشعب الفلسطيني، بكافة فصائله وحيثما كان على أرض وطنه المحتل أو في مخيمات اللاجئين أو أي مكان من العالم. وشددت الافتتاحية على أنه "وفي يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني تعلن دولة الإمارات ثبات مواقفها من القضية الفلسطينية وتدعو المجتمع الدولي لإنقاذ عملية السلام". أما صحيفة (الوطن)، فأشارت في افتتاحيتها إلى التطورات الخطيرة التي شهدتها الأزمة السورية بتعقيداتها غير المتناهية، مبرزة أنه بعد أيام من اجتماع فيينا الذي أعطى أملا ببوادر توافق دولي يؤسس لحل ينتشل سوريا من دوامة الموت التي تعاني منها، أتت التطورات على الحدود الشمالية والمتمثلة بإسقاط تركيا لمقاتلة روسية ليعيد الحسابات، ويلقي الضوء على مدى فاعلية التوافقات التي تم التوصل إليها في فيينا. واعتبرت الصحيفة أن الأزمة السورية معقدة وتزداد تعقيدا والشعب السوري أكثر من يدفع الثمن وعلى جميع الصعد، مؤكدة أن "القادم قد يعطي إشارات جديدة فيما إذا كانت مباحثات فيينا لا تزال قابلة للبناء، أم تتجه نحو مزيد من التعقيد، وهل سيتم التوجه لاحتواء تداعيات إسقاط الطائرة أم ستؤسس للمزيد من التعنت والصراع المفتوح". وبلبنان، اعتبرت صحيفة (الجمهورية) أن "رياح" التسوية القاضية بتبني تيار "المستقبل" ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية للرئاسة التي هبت على لبنان منذ أيام وخلفت اضطرابا في صفوف الحلفاء والخصوم، "لم تحجب" الاهتمام عن متابعة تطور المواقف الروسية التركية في ضوء اتساع دائرة تداعيات إسقاط طائرة "سوخوي 24" ورفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الاعتذار ومعاقبة المسؤولين". من جهتها قالت صحيفة (المستقبل) إن "مستوى التوتر" بين تركياوروسيا والناتج عن إسقاط ال"السوخوي 24" الثلاثاء الماضي، "لم يتغير" وبقي في سياق التصريحات والتصريحات المضادة والحديث عن "تدابير" اقتصادية روسية تزامنت مع الإعلان عن نشر صواريخ "أس 400" في محيط مطار حميميم في اللاذقية بسورية. وفي المقابل، تضيف الصحيفة، فإن الموقف التركي إزاء أزمة الطائرة "لم يتغير أيضا"، إذ وفيما أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أسفه لرفض نظيره الروسي فلاديمير بوتين الرد على اتصاله به بعد إسقاط الطائرة، رأى أن من عليه الاعتذار هي موسكو التي خرقت طائرتها الأجواء التركية.