كشفتْ دراسةٌ حول المحددات السوسيو ديمغرافية للنساء ضحايا العنف، أعدّتْها وزارةُ الصحّة، بناءً على عينة من النساء تم التكفل بهنَّ داخلَ الوحدات المندمجة للوزارة خلال سنة 2011، وقُدّمتْ نتائجها في حفل إعطاء انطلاقة الحملة الوطنية لوقف العنف ضدّ النساء أمس الأربعاء، أنَّ الضحايا المتزوجات يطالهُنّ العنف بوتيرة أشدَّ خلال الفترة ما بين 3 و10 سنوات الأولى من الزواج. الدراسة، التي قدّمَ نتائجَها إبراهيم بوحمادي، وهوَ مسؤول بوزارة الصحة، شملتْ عيّنة تقارب ألفيْ ضحيّة، كشفتْ أنَّ نسبة النساء اللواتي يتعرّضن للعنف خلال الفترة ما بين 3 و10 سنوات من بداية الحياة الزوجية تصل إلى 47 في المائة، كما أنّ النساء المتزوجات أكثر عرضة للعنف، "وهذا يجعلنا نطرح علامات استفهام حول التمثلات المجتمعية للعلاقة الزوجية، ويستدعي دراسة هذه التمثلات بشكل معمّق"، يقول بوحمادي. وتتراوحُ أعمارُ الفئة المُستهدفة بالعنف بين 25 و45 سنة، بينما حُدّد معدّل السن بشكل عام في 33 سنة. وتتماهي الدراسة التي أعدّتها وزارة الصحة مع البحث الوطني الذي أعدته المندوبية السامية للتخطيط حول العنف ضدّ النساء، في مسألة أنَّ النساء المتزوجات هُنّ أكثر عُرضة للعنف مقارنة مع غير المتزوجات. وأشارت الدراسة إلى أنّ العنف المستهدف للنساء ينخفض كلما ارتفع مستواهنّ التعليمي. بوحمادي شدّدَ في عرضه على مسألة اعتبرها في غاية الأهمية، وتتعلق بكون ثلاثة أرباع النساء ضحايا العنف المتكفّل بهنّ لديهنّ على الأقلّ طفل واحد، وهُوَ ما يعني أنّ العنف الذي يطالُ الأمهات لا تقتصر آثاره عليهنّ فحسب، بلْ تمتدّ إلى أطفالهن، خاصة أنّ أغلب الأبحاث العلمية في هذا الشأن تثبت أن الأطفال الذين يعايشون العنف الزوجي لديهم قابلية أكثر في مرحلة الرشد لإعادة إنتاج العنف نفسه، وعلّق بوحمادي بالقول: "إذا لم نضع حدّا لهذه الظاهرة سنظل نعيد إنتاج العنف نفسه". ورغم أنّ الوعي بخطورة تداعيات العنف ضدّ النساء يتنامَى في صفوف المجتمع، إلّا أنَّ المرأة المغربيّة ما زالتْ غيْرَ قادرة على اللجوء إلى طلبِ المساعدة إلا حينَ يصلُ العُنف الممارسُ ضدّها إلى حدّ لا يُطاق، إذْ كشفتْ دراسة وزارة الصحة أنَّ 60 في المائة من النساء ضحايا العنف اللواتي تمّ التكفّل بهنّ داخل الوحدات المندمجة لم يلجأن إلى البحث عن المساعدة، إلا بعد أن عانيْن من العنف "بشكل مزمن". وقالَ ممثل وزارة الصحة في هذا الصدد إنّ هذا الوضع يدعو الجميع إلى المساهمة في دفع النساء ضحايا العنف إلى البوْحِ، والبحث عن مؤسسات لمساعدتهنّ، موضحا أنّ هناك ارتفاعا مطردا لعدد النساء المتكفّل بهنّ من طرف هذه الوحدات، حيث يتشكّل نصف النساء المعنفات اللواتي تم التكفل بهن من طرف الوحدات المندمجة لوزارة الصحة من ربّات بيوت.