تعيش الأجهزة الأمنية الإسبانية حالة استنفار قصوى بعد توصلها بمعلومات أمنية عن عودة شاب بلجيكي، له أصول مغربية، ينتمي إلى تنظيم "داعش" من سوريا، ودخوله الأراضي الأوروبية، وتحديدا التراب الإسباني؛ وهو ما دفعها إلى إطلاق حملة أمنية واسعة للبحث عن الشاب الذي يدعى سفيان. ورفع الأمن الإسباني مستوى تأهبه بعدما تأكد أن الشاب المعني تمكن بالفعل من دخول الأراضي الإسبانية، ليطلق حملة واسعة للبحث عنه، خصوصا أن الشاب البلجيكي المغربي، البالغ من العمر 23 سنة، معروف لدى المخابرات الأوروبية، وخصوصا البلجيكية، ومسجل على أنه من أخطر عناصر تنظيم "داعش" الذين سافروا من بلجيكا نحو سوريا. وتوصلت السلطات الأمنية الإسبانية بتحذير من نظيرتها البلجيكية، تخبرها بأن الشاب المغربي يعتبر من العناصر الخطيرة، ويجر وراءه سجلا جنائيا خطيرا، وسبق أن حكم عليه في بلجيكا غيابيا بالسجن لمدة خمس سنوات، وذلك منذ سنة 2013، بعد أن قرر الالتحاق بتنظيم "داعش". ونجح سفيان في الفرار من الشرطة البلجيكية في العديد من المناسبات، كما أنه تمكن من العودة إلى أوروبا دون إلقاء القبض عليه. ولا يزال التواصل بين السلطات الأمنية الإسبانية والبلجيكية من أجل الحصول على أكبر قدر من المعلومات حول الشاب المغربي المبحوث عنه، كما أنه لم يتضح للمخابرات الإسبانية إن كان دخوله ترابها الغرض منه الفرار أم التخطيط لهجوم إرهابي. ويعتبر "سفيان.م"، رفقة أخيه الأكبر، من الوجوه المعروفة لدى الأجهزة الأمنية البلجيكية على الخصوص، إذ طفا اسمه على السطح في قضية مجموعة "الشريعة من أجل بلجيكا" الشهيرة، والتي تم القبض على 46 من أعضائها، ومحاكمتهم بتهمة تكوين تنظيم متطرف خلال العام الماضي، إلا أن الحكم ضد سفيان كان قد صدر قبل ذلك في سنة 2013، إذ قضت المحكمة بالسجن في حقه لمدة خمس سنوات، وغرامة قيمتها 15 ألف أورو. وحسب مذكرة أمنية، نشرت الصحف الإسبانية بعض مضامينها، فإن إسبانيا تعتبر تواجد سفيان على أراضيها "يشكل خطرا على الأمن الوطني الإسباني". وإلى حدود الآن مازال البحث جاريا عن الشاب الذي كان يحب رياضة الملاكمة، قبل أن يصبح من أكثر المطلوبين لدى الأجهزة الأمنية الإسبانية.