لم تهدأ بعد فضيحة سرقة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى مخيمات تندوف، التي يقدمها الاتحاد الأوروبي مجانا، من طرف قيادات جبهة البوليساريو، حتى اندلعت شرارة قضية أخرى قد تبدو أقل فضائحية من الأولى، لكنها عنوان بارز للفساد الذي ضرب أطنابه بقوة وسط قيادات الجبهة الانفصالية. وبلغ الجشع بقيادات البوليساريو إلى حد الطمع في منح دراسية لعدد من طلبة مخيمات تندوف، والسطو عليها لفائدة أبنائهم وبناتهم الذين يتابعون الدراسة في بعض البلدان الأوربية، وهي المنح الجامعية التي عادة ما تصدرها منظمات وجمعيات مع ما يسمى "الشعب الصحراوي". وكشفت منابر إعلامية صحراوية في هذا الصدد منح مؤسسة "روزا لوكسمبورغ"، التابعة لحزب اليسار الألماني، والمعروفة بمساندتها لما يدعى "الشعب الصحراوي" سياسيا وماليا، منحتين دراسيتين بالجامعات الألمانية لفائدة "الطلبة الصحراويين"، قبل أن تتفاجئ بالسطو عليها من طرف أحد قياديي الجبهة. وتبعا لذات المصدر، فإن المؤسسة الألمانية المذكورة تفاجأت بكون المستفيدين من المنحة هم بنات الممثل السابق لجبهة البوليساريو بألمانيا والحالي ببلجيكا، حيث استغل منصبه الوظيفي وعلاقاته "الدبلوماسية"، وداس على الإجراءات القانونية والأخلاقية، ليحرم شباب تندوف من تلك المنح، ويستأثر بها لبناته. وعلقت "منابر صحراوية" منتقدة لسياسة قيادات الجبهة الانفصالية، على هذا التصرف الذي أبان عنه "سفيرها" في بلدان أوربية، بأن ما وقع يعري نظام اللامبالاة وشطحاته الفارغة التي تؤسس للدوس الفاضح على المكتسبات، والتعاطي مع الشركاء والمتضامنين" وفق تعبيرها. واستطردت المصادر بأن "الأفعال التي أسست لها قيادات الجبهة بجعل مسلك التعليم والمنح فرصة للأبناء للعبور دون الآخرين، تبين أن ما أقدم عليه "ممثل الجبهة" لا يعدو غيضا من فيض من مسلسل الفضائح والاستهتار العلني الذي يشكل دأب الدبلوماسيين في قلاعهم الخالدة". واستدلت المنابر التي تداولت هذه الفضيحة الجديدة بتصرفات وسلوكات سابقة بصمت عليها قيادات البوليساريو، ومن ذلك ما حصل في كلية الطب بجامعة هافانا، وبن عكنون بالجزائر العاصمة، والجامعة المستقلة بمدريد، وجامعة بلباو، ولندن، كأدلة واضحة على الضحك المكشوف للقيادات على البسطاء وأبنائهم".