تبذل قيادة جبهة الرابوني كل مساعيها الديبلوماسية للخروج من الورطة الحقوقية التي وجدت نفسها بداخلها في أعقاب إنتفاضة الرأي العام الاسباني و مسؤولي مقاطعة بالنثيا شمال غرب إسبانيا على قيادة البوليساريو التي منعت شابة صحراوية تحمل الجنسية الاسبانية من العودة الى أسرتها بالتبني بعد تجريدها من جواز سفرها وهاتفها النقال . وقررت مقاطعة بالنثيا التي تنتمي اليها الشابة الصحراوية المحتجزة بمخيمات تندوف منذ منتصف شهر غشت الفارط وقف معوناتها الانسانية الموجهة لتندوف والمقدرة بأزيد من 100 ألف أور سنويا للضغط على جبهة الانفصاليين . وتعود قصة الشابة محجوبة حميداف البالغ عمرها 23 سنة الى سنة 1999 حين إستفادت من برنامج عطلة لأطفال مخيمات تندوف بالمقاطعة الاسبانية حيث إستقبلتها أسرة إسبانية و تبنتها لتحصل بعد ذلك على الجنسية الاسبانية . ودأبت محجوبة المتخرجة من جامعة اليكانتي والعاملة بلندن على زيارة أسرتها البيولوجية بالمخيمات الى أن هذه الأخيرة قررت تزويجها رغما عن إرادتها وهو ما رفضته قبل أن تعمد ميليشيات البوليساريو الى تجريدها من جواز سفرها لمنعها من مغادرة المخيمات . وتشترط مندوبية مقاطعة بالنثيا التي تبنت ملف الشابة الصحراوية سماح قيادة البوليساريو لمحجوبة بحرية التنقل وتمكينها من مغادرة المخيمات . وهدد مندوب العلاقات العامة بذات المقاطعة التي تربطها صلات وطيدة بحرم زعيم جبهة الانفصاليين ووزيرة الثقافة بجمهورية الوهم خديجة حمدي دائمة التردد على المقاطعة باحالة موضوع الشابة المحتجزة على حكومة مدريد المركزية لفضح خروقات حقوق الانسان بمخيمات الرابوني الواقعة تحت نفوذ و سيادة الجزائر . وتطرح حالة محجوبة وضعية آلاف أطفال مخيمات تندوف الذين يتم ترحيلهم سنويا الى خارج المخيمات ليتحول العديد منهم الى أبناء بالتبني لدى أسر أجنبية وسط تقاليد وعادات تتعارض جذريا مع الأعراف الصحراوية المحافظة . وتتحدث تقارير جمعوية إسبانية عن وجود ما لا يقل عن سبعة آلاف حالة تبني لأطفال مزدادين بالمخيمات يتعمد قادة الرابوني المتاجرة ببراءتهم في مقابل إعانات دورية يتم السطو عليها من طرف قيادات نافذة بالجبهة الانفصالية .