باتت الفضائحُ المُتوالية والفسادُ المُستشري في صفوف "قيادات البوليساريو"، العُنوان البارز الذي تلوكه الألسن في السنوات الأخيرة؛ فقد فجّرت مواقع إلكترونية تابعة لجبهة "البوليساريو" ،أول أمس ،فضيحة أخرى بطلها مُمثل الجبهة السابق بألمانيا والذي يعملُ حاليًا ببلجيكا. القيادي ومن خلاله باقي القيادات الأخرى لم يكتفوا بالسطو على المُساعدات الإنسانية المُوجهة لساكنة المُخيمات ،بل بلغ به حدّ الفساد والجشع الى سرقة منح جامعية مُخصّصة للطلبة الصحراويين ،وتحويلها لفائدة بناته. المنحُ الدراسية ،موضوع الفضيحة الجديدة ،تقدمها "مؤسسة روزا لوكسمبورغ" التابعة لحزب اليسار الألماني والمعروفة بمُساندتها القوية للبوليساريو سياسيا وماليا.هذه المؤسسة أصيبت بالصدمة عندما علمت بكون المستفيدين من المنح هن بنات القيادي في الجبهة. وقد أثارت مواقع إخبارية تابعة للجبهة قضية هذا "المسؤول الدبلوماسي" الذي استفاد من امتيازه الوظيفي ليدوس على المساطر القانونية والأخلاقية في غياب فاضح للرقابة على سلوك السلك الدبلوماسي الذي أصبح الفساد عنوان عمله البارز،تضيف ذات المصادر. إلى ذلك ،استدلت هذه المنابر التي تداولت الفضيحة الجديدة بتصرفات وسلوكات سابقة بصَمت عليها قيادات البوليساريو، ومن ذلك ما حصل في كلية الطب بجامعة هافانا، وبن عكنون بالجزائر العاصمة، والجامعة المستقلة بمدريد، وجامعة بلباو، ولندن، كأدلة واضحة على الضحك المكشوف للقيادات على البسطاء وأبنائهم. هذا وقد سبق للبرلمان الأوربي ،في وقت سابق ،إلى الدعوة لإعادة النظر في قيمة المُساعدات الإنسانية التي يُقدمها الإتحاد الأوربي لمُخيمات تندوف ،ومُواءمتها مع الحاجيات الحقيقية بهذه المخيمات، وكذا إحصاء ساكنتها. وتأتي دعوة البرلمان الأوربي هذه لتضع حداً لعمليات السرقة والاحتيال المُشينة التي تقوم بها سُلطات الجزائر وصنيعتها البوليساريو، والتي فضحها تقريرٌ للمكتب الأوروبي لمُكافحة الغش حين أكد أن هناك عمليات تحويل مُكثفة ومُنظمة للمُساعدات الإنسانية الدولية على حساب الساكنة المُحتجزة في مُخيمات تندوف.