كلما جرفتني سيول الأخبار عن جرائم العالم ومصأئبه ومنها جرائم ومصائب داعش المقيتة وكل من يحرك طاحونتها شرقا وغربا وأحسستني على شفا حفرة من الخبط والجنون ، ينقذني صوت فيروز فيغسل ما علق بي من أدران ووجع ، مطوحا بي بعيدا بعيدا حيث الغابة والربى الخضراء والسواقي وزقزقة العصافير، أركض لاهثا أصيح مع جداول جبران خليل جبران وخمائله الندية مثل طفل غجري : اعطني الناي وغن فالغناء سر الوجود ..وانين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود .. أضاعت داعش (كل من يقتل نفسا بغير حق على وجه هذه الأرض فهو داعشي )فرصة الحياة مثلها مثل كل الدواعش السابقين واللاحقين المارقين ،حين تخلت عن النفحة الإلاهية في صورتها الأبهى وأغرقت جماجم أعضائها في وحل الوحشية والبربرية وألغت من وجودهم لذة اللقاءات الإنسانية البريئة من الشرور والمآسي وزرعت في قلوبهم الكراهية في درجاتها القصية إماتة للسلم ووأدا للحياة من أجل أغراض أنانية ومصالح رخيصة. الأديان أتت لتضع حدا للإرتباك الوجودي استدعاء للناس عبر تجليات الروح لتحقيق القيم العالية في الحق والخير والجمال ،بمعنى أن داعشا كما هي الآن معتمة الأنوار ، منتوج دموي هجين شرقي غربي خليط النسب ينقع لحيته في دم الأبرياء ،تحفر جمجمته مخالب رؤية مضادة للتغني بما يسلي الروح ويفتح أبواب الأمل في الحياة ،منتوج أراد أن يمجد نفسه باسم الدين، فسقط في مستنقع الدم تنفيذا لأحلام اسياد العالم وأقويائه بتصرفات وحماقات سياساتهم ذات الروائح الكريهة . فيروز لن تغني لداعش كما غنت لأطفال القدس و فلسطين :" الغضب الساطع آت وانا كلي إيمان..داعش موضوع عملية خذاع منظمة ، أضحوكة مأساة ملهية تنجز المهمة المقيتة بالوكالة :قتل الأطفال وتهجيرهم كي يتساءل العالم بعد ذلك لماذا تبرعم كل هذا الحقد وتلبلب في خط اللاإستواء سرطانا على الخريطة ؟! .فيروز غنت وقالت عن الأطفال : زوري ..زوري بيوتنا يا شمس الأطفال .. وأضيئها بيوتنا يا شمس الأطفال .. لهم حب الدنيا لهم لعب الدنيا .. وهم فرح البال يا شمس الأطفال .. كم طفلا وقع أشلاء تحت القنابل والأنقاض أو هجر (مبني للمجهول )منفيا مطرودا من أرضه ؟.وهل قتل هؤلاء الأطفال الأبرياء وتهجيرهم خارج بلدانهم ناتج عن قرار إلاهي معزز بشهادة من القرآن والحديث أم أنه محض اجتهاد يخضع لأهواء الكبار ؟لذلك لن تغني فيروز لداعش لأنها لم تحارب إسرائيل المدرسة العالمية الأولى للإرهاب ولم تنفك عن رفع راية الجنون بلا هوادة ضد الأطفال الصغار فهي بصورة صريحة نتاج تعويض خالصعن الضعفوبديل هش تابع تكمن علة وجودها فحسبفي أنها جماعة حاقدة جبانة ليس أمامهاإلا أحزمة الموت ومحلول الإنتحار .