إلى الذين جُعلت لهم الأرض ذلولا لكي يمشو في مناكبها، مرتحلين نحو أراض منبسطة، رزقوا فيها مما كتبت لهم، حفدة صلاح الدين وابن بطوطة والشريف الإدريسي، طارق يخاطبكم: أيها الناس! أين المفر؟ المحيط من ورائكم، والعواصف أمامكم، وليس لكم والله إلا الإيمان والعلم. واعلموا أنكم في هذه الأرض ستلاقون أياما جحافا. سينهال عليكم القلم والقرطاس من كل حدب وصوب، سيحاصركم مد هائج مائج محاولا اجتثاث ما بقي فيكم من جدوة، وجزر ناعم يسلب طفولتكم التي فطرتم عليها، وقد استقبلتكم العواصف بجيش وعتاد لا مسبوق ولاسابق له، وأنتم لا وزر لكم إلا إيمانكم وعلمكم، وتتطاول عليكم الأيام حتى يخشى فيكم رابط الجأش نعت رضيعه بأحمد وعائشة. تجيش حشد هائل يحمل في يده خطابا مقيتا وعلى ظهره أسفار "هانتنتون"، فطاف يصك الغفران تارة والغضب في الربوع تارة أخرى. ستتطاول عليكم الأيام وتسعى أيادي جبناء الظلام ترهيبكم. أنتم من قال فيكم رجل مغمور: الخيل والبيداء تعرفني..والسيف والرمح والقرطاس والقلم فادفعوا وحصنوا أبناءكم بالإيمان والعلم. واعلموا أنكم إن صبرتم وصابرتم على الضنك قليلا، استمتعتم بالنفس المطمئنة الألذ طويلا. وقد انتخبكم صلاح الدين ويوسف ابن تاشفين سفراء أبطالا، وردوكما لهما للكون أصهارا. واعلموا أنني أول مجيب لما دعوتكم إليه، ولكم سنة حسنة، دفعت باللتي هي أحكم وأعقل في أحلك الأيام.