في الوقت الذي يمر فيه قطاع السياحة بمرحلة جد صعبة في العديد من الدول بسبب الأوضاع الأمنية العالمية المتردية، تمكن المغرب من التوقيع على اتفاقية مع رابع أكبر مكتب سياحي في ألمانيا، ويتعلق الأمر بوكالة الأسفار "FTI"، ويقضي الاتفاق بأن يزود المكتب الألماني المغرب بأزيد من 100 ألف سائح ألماني في أفق سنة 2018. وبحسب المعطيات التي تتوفر عليها هسبريس، فإن وزارة السياحة اتفقت مع المكتب الألماني على أن يتم تزويد سوق السياحة المغربية بحوالي 40 ألف سائح ألماني خلال السنة المقبلة، على أن يرتفع هذا الرقم إلى 80 ألفا خلال السنة التي تليها، بينما الهدف الرئيسي هو الوصول إلى 100 ألف سائح ألماني خلال سنة 2018، علما أن عدد السياح الألمان الذين يزورون المملكة يبقى في حدود 18 ألف سائح، وتعتبر مدينتا أكادير ومراكش معنيتان بشكل أكبر بهذه الاتفاقية الجديدة، حيث سيتركز العمل الأكبر على هاتين الوجهتين السياحيتين. المغرب تمكن من إقناع المكتب الألماني بالتوقيع على الاتفاقية بعد أكثر من ثلاث سنوات من المفاوضات التي عرفت الكثير من التعثرات والأوقات الصعبة، خصوصا وأنه تأثر بالاضطرابات الأمنية التي عرفتها العديد من دول الجوار خلال الأزمة المالية، والتي لا تزال تداعياتها مستمرة. ويعتبر مكتب الأسفار الألماني من أكبر المكاتب السياحة في أوروبا، حيث يحقق رقم معاملات سنوي يصل إلى 14 مليار يورو، ويتوفر على العديد من العلامات التجارية الخاصة بالسياحة في العديد من الدول، بالإضافة إلى توفره على مجموعات للرحلات الجوية التي يؤمنها عبر طائراته الخاصة، وله حضور قوي في مصر وجزر الكناري، كما يتوفر على غالبية الأسهم في الشركة البريطانية للأسفار "يو ترافيل". ويعتبر الاتفاق من الخطوات التي يعمل المغرب على اتخاذها لتنويع أسواقه السياحية، بعدما سجل تراجعا، منذ العام الماضي، في عدد السياح الفرنسيين الوافدين على المغرب، وفي المقابل، يعتبر السوق الألماني والسوق البريطاني من أهم الأسواق السياحية التي يراهن عليها لتغطية التراجع الذي تسبب فيه السوق الفرنسي. وستكون مدينة أكادير أكثر المناطق المغربية استفادة من هذا السوق، ذلك أن 30 بالمائة من السياح الألمان الذين سيجذبهم المكتب الألماني سيتم توجيههم نحو مدينة أكادير.