اهتمت صحف شمال أوروبا، اليوم الأربعاء، على الخصوص بتداعيات الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس، وتأثيرها على القارة الأوروبية ومصير مئات الآلاف من اللاجئين القادمين إلى هذه القارة، بالإضافة إلى مواضيع محلية ودولية أخرى. ففي الدنمارك، اعتبرت صحيفة (بوليتيكن) أنه لا يمكن أن تنجح محاربة الإرهاب إلا إذا كان المسلمون مساهمين في ذلك. وقالت الصحيفة، المقربة من أوساط وسط اليسار، إنه إذا كنا نريد إعلان الحرب على الإرهاب، فيجب أن نعالج أخطاء سياسات الإسكان والاندماج المتبعة منذ عقود من ميولنيباركين (كوبنهاغن) إلى مولينبيك (بروكسل). وقال كاتب المقال إن الأمر يتعلق بعمل طويل الأمد، مشيرا إلى وجوب اتخاذ إجراءات صارمة ودون تأخير ضد تلك الأوساط التي تتحول إلى آلات لقتل الشباب المسلمين. وأشار إلى أن التعاون مع المساجد والجمعيات الإسلامية المحلية يشكل عنصرا مركزيا في هذه السياسة، مضيفا أن هذه الأخيرة يمكن أن تقترح مشاريع حياة إسلامية مغايرة لتلك النظرة إلى العالم التي تم تشكيلها في الاجتماعات المظلمة وفي فضاءات على شبكة الانترنت. ويرى كاتب المقال أنه يجب إدراك أن الأغلبية المطلقة من الأئمة، وكذا أغلبية المسلمين، "لها مصلحة في محاربة الظلام". وفي فنلندا، تساءلت صحيفة (هوفيدستادبلاديت) عما إذا كان من المجدي شن حرب ضد الإرهاب أو التدخل على أرض خصبة للتطرف. وأضاف كاتب الافتتاحية أن النقاشات بعد هجمات باريس أثارت أيضا وضعية المهاجرين وسياسة اللجوء، مذكرا بأن اللاجئين فروا من الإرهاب والحرب. وقال من الواضح أن من بين العديد من اللاجئين، هناك كل أنواع الأشخاص، ولكل بلد الحق والمسؤولية في معرفة من هم القادمون الجدد، وحق اللجوء لا يمكن أن يكون موضوع تساؤل. ويرى أنه مادام هناك العديد من الأشخاص يعيشون في فقر دونان تلوح لهم حياة أفضل في الأفق، سيشكل استقطاب "داعش" في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا و أمريكا اللاتينية وكذا في أوروبا خطرا كبيرا. وأكد أن المهاجرين من الجيلين الثاني والثالث يردون على العنصرية، والفرص القليلة والتهميش، مشيرة إلى أنه يجب القيام بكل ما يلزم لبدئ الاندماج حتى قبل اتخاذ أي قرار بشأن اللجوء. وفي النرويج، لا تزال الصحف مهتمة بقضية الإرهاب إثر هجمات باريس ليوم الجمعة الماضية، إذ أشارت صحيفة (دي إن) إلى أن هجمات باريس يمكن أن تؤدي إلى تغيير جذري في تحركات تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي. ونقلت عن خبير في شؤون الشرق الأوسط تأكيده أن على الغرب الاستعداد للتصعيد ولشن هجمات جديدة معتبرة أن إعلان "داعش" مسؤوليتها عن هجمات باريس يعني أنها على وشك تغيير إستراتيجية أعمالها الإرهابية باستهداف أماكن أخرى خارج مناطق معاركها المسلحة في سورية والعراق. وأشارت إلى أن العديد من الخبراء أكدوا أنه تتم التخطيط بشكل جيد للهجمات الأخيرة خاصة مع ضرب الإرهابيين عدة أهداف في وقت واحد. من جانبها، أشارت صحيفة (في غي) إلى أن التهديد الإرهابي على أوروبا يأتي من الخارج والداخل أيضا. واعتبرت الصحيفة أن الاتصال بين الإرهابيين في باريس وسورية والعراق يبقى غير مؤكد، ولا يعرف عدد الذين كانوا هناك، أو كيف تم التحكم في الهجوم الإرهابي. ويرى كاتب المقال أن الهجوم الذي وقع في باريس قد يكون مصدره أوروبا، من حيث التخطيط والتنفيذ.