أعبرت الحكومة المغربية، اليوم الخميس، عن أسفها البالغ واستيائها الصريح للاستعمال المفرط للقوة في مواجهة المظاهرات الشعبية في عدد من المدن الليبية. وقال خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في لقاء مع الصحافة عقب انعقاد مجلس الحكومة، إن الحكومة أعربت عن أسفها البالغ واستيائها الصريح لما آلت إليه الأوضاع بليبيا من ترد بسبب الاستعمال المفرط للقوة في مواجهة المظاهرات الشعبية التي كانت تستوجب معالجة سلمية مما أفضى إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى. وأضاف الناصري أن الحكومة عبرت عن القلق الشديد الذي يشعر به الشعب المغربي وهو يتابع التطورات المأساوية التي تواكب الاضطرابات الخطيرة التي تعرفها العديد من المدن الليبية. إلى ذلك غادر مطار قرطاج الدولي بتونس ،زوال اليوم الخميس، 28 من أعضاء الجالية المغربية بليبيا، عائدين إلى أرض الوطن. وكان هؤلاء المغاربة قد وصلوا ليلة أمس الى العاصمة التونسية، قادمين من مدينة بن غردان (560 كلم جنوب شرق العاصمة)، بعد أن تمكنوا من الدخول إلى التراب التونسي عبر نقطة العبور (رأس جدير) على الحدود التونسية الليبية. وحسب المعطيات المتوفرة بمطار قرطاج، من أفراد الجالية، فإن أغلب هؤلاء المغاربة كانوا مقيمين في مدينة الزاوية جنوب العاصمة الليبية ويعملون في حرف مختلفة، فيما قدم البعض الآخر من طرابس، حيث يعملون في قطاعي الفندقة والبناء. وصرحوا لوكالة المغرب العربي للأنباء أن السلطات التونسية، من جمارك وأمن وهلال أحمر ، قدمت لهم ، منذ وصولهم إلى نقطة الحدود مع ليبيا كافة التسهيلات، وتكفلت بنقلهم إلى العاصمة التونسية، حيث وجدوا في استقبالهم القنصل العام للمغرب بتونس، خالد الناصري. كما تكفلت مصالح القنصلية العام بالعاصمة التونسية بإيوائهم وترتيب الإجراءات الخاصة بسفرهم إلى المغرب على متن الخطوط الملكية المغربية. وينحدر هؤلاء المواطنين، الذي يرافق بعضهم أفراد أسرهم، من مدن الدارالبيضاء والجديدة والرباط وتمارة. وفي سياق متصل، علم من مصادر متطابقة أن رحلتين للخطوط الملكية المغربية كان من المقرر أن تنقلا ليلة أمس نحو 200 من أفراد الجالية المغربية من طرابلس إلى تونس، قبل أن يواصلوا رحلة العودة إلى المغرب، قد تم إلغاؤهما لاعتبارات فنية متربطة بالظروف السائدة بمطار طرابلس ، فيما أمنت الخطوط المغربية رحلاتها مباشرة من طرابلس إلى الدارالبيضاء. وأفاد أحد العائدين المغاربة من طرابلس أنه توجد بمطار العاصمة الليبية أعداد كبيرة من المواطنين المغاربة ينتظرون العودة إلى أرض الوطن ، مشيرا إلى أن حالة من الفوضى والازدحام والتكدس تسود جنبات المطار. من جهة أخرى، ينتظر أن يتواصل اليوم تدفق آلاف التونسيين والأجانب العائدين من ليبيا عبر نقطة الحدود رأس جدير حيث وضعت السلطات التونسية بتعاون مع مصالح المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمنظمة العالمية للهجرة ،بنيات خاصة للاستقبال وتقديم الاسعافات اللازمة. وحسب معطيات رسمية، فقد عبر أمس نقطة الحدود هذه نحو 5000 شخص قدموا من ليبيا.