أشاد خالد بن سلمان المسلم، سفير مملكة البحرين لدى المغرب، بمتانة العلاقات السياسية والاقتصادية التي تجمع بين البلدين، مستدلا بمواقف المغرب التي وصفها بالمشرفة إزاء مملكة البحرين، والمحافظة على وحدتها وسلامتها الترابية، وكذلك مواقف البحرين تجاه القضايا المغربية. وأبدى السفير البحريني، في حوار مع هسبريس، طموحه الشخصي بعودة الخط الجوي المباشر الذي كان يربط المنامة بالدار البيضاء، معتبرا إياه من بين الأولويات التي يشتغل عليها منذ مجيئه إلى المغرب، بهدف مساهمة حركة الطيران في تنشيط الحركة السياحية وتعزيز المبادلات التجارية بين المملكتين. وبخصوص العلاقات مع إيران، شدد المسلم على أنه "يتعين التصدي للنفوذ الإيراني بكل الوسائل المتاحة"، مبرزا أنه بحكم منصبه كسفير لبلاده بالمغرب، "معنيٌّ بتنوير الحكومة والرأي العام المغربي بالتدخلات السافرة لإيران في شؤون مملكة البحرين، وبعرض وجهة نظر بلاده، حتى تتضح الصورة أكثر"، وفق تعبيره. وهذا نص الحوار مع السفير خالد بن سلمان المسلم: بداية، كيف تقيمون العلاقات بين المغرب والبحرين على مختلف الأصعدة والمجالات؟ العلاقات التي تجمع بين مملكة البحرين والمملكة المغربية علاقاتٌ متميزة ووطيدة بفضل الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وهي علاقات تتسم بالتشاور السياسي الدائم بين البلدين على مختلف المستويات والدعم المتبادل في المحافل الإقليمية والدولية، والتطابق في وجهات النظر حيال القضايا العربية والإسلامية والدولية. نرتبط بالمملكة المغربية بأكثر من 40 اتفاقية وبروتوكولا وبرنامجا تنفيذيا، ومذكرة تفاهم ومحضرا، تشمل مختلف مجالات التعاون الاقتصادي والمالي والتجاري والثقافي والتقني، بالإضافة إلى المجالين الإعلامي والحقوقي. العلاقات السياسية والدبلوماسية البحرينية المغربية نموذجية، ومواقف المملكة المغربية إزاء مملكة البحرين، المحافظة على وحدتها وسلامتها الترابية، جد مشرفة، وكذلك الأمر بالنسبة لمواقف مملكة البحرين تجاه القضايا المغربية. أما بالنسبة للعلاقات الاقتصادية، فإنها تسير في الاتجاه الصحيح، من خلال تأسيس مجلس رجال الأعمال المغربي البحريني، والتوقيع على اتفاق بين غرفة التجارة في مملكة البحرين ومركز إنعاش الصادرات بالمملكة المغربية، وهو اتفاق يهدف إلى تبادل الخبرات والخدمات الاستثمارية والتجارية بين البدين الشقيقين. ومنذ تعييني سفيرا لمملكة البحرين لدى المملكة المغربية نحرص على دعم ومواصلة الجهود المشتركة لتنويع هذا التعاون، وتفعيله في المستقبل القريب والارتقاء به إلى شراكة حقيقية مثمرة في مختلف المجالات. هل برأيك ترقى هذه العلاقات إلى ما يطمح إليه شعبا البلدين .. هل من نواقص ترى وجوب دعمها في العلاقات بين المملكتين؟ نحن دائما نتطلع للمزيد، وحاليا نطمح لعودة الخط الجوي المباشر الذي كان بين المنامة والدار البيضاء، وهذا الموضوع من ضمن الأولويات التي أشتغل عليها منذ مجيئي إلى المملكة المغربية. نتمنى أن تعود حركة الطيران لتساهم في تنشيط الحركة السياحية و تعزيز المبادلات التجارية بين المملكتين. كان لافتا قبل أشهر قليلة بيانكم بخصوص تصريحات مسؤولين إيرانيين ضد البحرين. وتساءل البعض لماذا سفير البحرين لدى المغرب يتصدى لتلك التصريحات، رغم أنه من الناحية المهنية والدبلوماسية فالسفارة بالرباط ليست معنية بها؟ نحن نتصدى للنفوذ الإيراني بكل الوسائل، وأنا بحكم موقعي معنيٌّ بتنوير الحكومة والرأي العام المغربي بالتدخلات السافرة لإيران في شؤون مملكة البحرين، وبعرض وجهة نظر البحرين حتى تتضح الصورة أكثر. هل يمكن أن تعود العلاقات بين البحرينوإيران إلى الهدوء والروية، ماذا ينقص لتهدأ العلاقات الثنائية بين البلدين؟ نعم ممكن، لكن ذلك لا يتم إلا عبر ضرورة تقيد إيران التام بمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين واحترام سيادتها واستقلالها، وعلى إيران كذلك أن تتخلى عن الازدواجية بين الخطاب والأفعال. تم تعيين سفير إيران لدى المغرب، لكن الرباط لم تعين سفيرا بعد في طهران .. هل لكم رأي في هذا الموضوع؟ هذا شأن مغربي، وليس لدي أي تعليق بالنسبة لهذا الموضوع.