جلسا متقاربين أكثر من اللازم تلفهما رغبة شبقية. في لحظة، تشابكت أيديهما وتبادلا نظرة اشتهاء. تذكرتُ كيف فعلتُ مثلهما ذات حب، فتبسّمْت. يحدث أن تنبهر بشخص وتنجذب له.. وقد عرفته للتو. يحدث أن تعشق شخصا لأفكاره! سؤالك عن تجاربي في الحب فاجأني وأفزعني، حتى ادعيت "بطولات" زائفة. تجارب الحب تُعاش ولا تُحكى. جربت كل أنواع العشق.. وخضت كل تجارب الغرام.. وعبثا ما زلت أنتظر الحب! الحب لا يعيش طويلا إذا لم تصقله الغيرة. هكذا هو العاشق، يتلقى رسالة على هاتفه الجوال تقول "تصبح على خير"، فيعتقد أن الطرف الآخر يبادله الحب! جلسا قبالتي.. لم يتوقف هو عن عرض لقطات على جهاز لوحي، ولم تتوقف هي عن الضحك. لم يتحدثا في شيء. لقاء تافه لعلاقة عمادها اليوتوب! فخاخ الحب لا يمكن لأي عاشق تجنبها، مهما خاض من تجارب الغرام. حتى وإن تأخر الحب الحقيقي، للعاشق دائما فرص لتجريب باقي أنواع الحب. في علاقات الحب فقط، يتحول فارق السن إلى مجرد رقم لا معنى له. متأخرا.. يكتشف العاشق أن الأقدار قد باعت أحلام حبه. من كثرة ما تلقيت من ضربات الحب.. صارت أصغرها وأضعفها تقتلني. لم يتوقف عن الكلام. ظل يمطرها بالأكاذيب. وكانت هي تدنو من شراكه كل لحظة. خجلتُ عندما تذكرتُ كيف مارستُ الكذب مثله ذات جلسة إغواء! بعد سن الأربعين، فإنك لا تعيش حقيقة سوى نصف عمر ونصف حياة ونصف يوم ونصف حب.. ونصف كل شيء! مثل حلقات مسلسل درامي، قد تدخل قصة حبك موسم العرض الأخير... مثل الفاكهة تماما، ينمو الحب لينضج ويُقطف.. أو ينضج، ولا يجد من يقطفه، فيفسد ويُرمى. عكس ما يعتقده العشاق، كل عروض الحب هي "العرض الأخير". لا يوجد أبدا "عرض أول" في الحب. في مقهى يرتاده العشاق عادة.. لا هي تجاهلت مكالماتها ولا هو فعل. تحدثا في الهاتف أكثر مما فعلا مع بعضهما. جلسة رومانسية مصطنعة! في سباقات الحب، مهما تمرنتَ ومهما عدوتَ فيها لن تكون الأول أبدا. ثلاثة فناجين قهوة شربتني هذا اليوم، وفنجان رابع يرتشفني اللحظة رشفة رشفة.. يمتص ما تبقى من أحلامي.. يفنيني ويدفعني لكتابة تغريداتي الأخيرة في الحب. * كاتب وصحافي [email protected]