في المقهى، كيف عرف ذلك البائع المتجول أنني حزين جدا ويائس جدا ليقصدني دون سائر الجالسين ويعرض علي كتاب عائض القرني "لا تحزن"؟ بعد علاقة فاشلة.. سأضطر إلى تنكيس أعلام الحب على شرفات عشقي. كم أغبطكم أيها اللامؤمنون بالحب! هناك أرق لا يعرفه في الساهرين سوى العاشقين منهم! في علاقات الغرام، العادي وليس المبالغ فيه، هو أن نستغل كل وقت لنكون معا، لنحب ونعشق معا، لنحلم معا ونخطط لمستقبل يجمعنا معا.. في علاقات الغرام، العادي وليس المبالغ فيه أن نتصرف بعفوية وليس بحساب عدد اللقاءات وعدد القبلات لنفكر بعدها أنزيد فيها أم ننقص في قرارة نفسي، أكره الحب وألعنه. ولكني أظل متشبثا به لأنه الشيء الوحيد الذي يجعلني أحلم وأتخيل. ضجيج هادر بالمقهى. الجميع يتحدثون عن العطلة والسفر والمناخ والرياضة والطبخ والسياسة والمسلسلات... لا حديث عن الحب، ولو همسا. يحتاج الحب إلى لغة الجسد، وقبل ذلك إلى لغة الإحساس. تختلف اللغة والعرق والجنس والثقافة.. وتظل للعشاق هوية واحدة. الحب هويتهم. لا عجب أن يعتبر المغاربة الحب جزءا بسيطا من حياتهم، فهم يخلطون بشكل فظيع بين الحب والجنس! كم هو مؤسف ومؤلم أن نلوم العاشق في طلبه الحب وقرابينه من المعشوق، ونتهمه بالمبالغة في العشق! اختلفت قصص الحب.. وسُهاد العشاق واحد! العشاق مبتلون دائما بالحب. مثل كل ما هو مهدد بالانقراض، يتناقص عدد العشاق في الأرض! كالشهداء تماما، يموت العشاق وهم مطمئنون لدخول الجنة! لا تقل لعاشق "يكفي". العشاق لا يرتوون من الحب! وحدهم العشاق لا يجدون أبدا الوقت الكافي لممارسة الحب! عندما ينضج الحب نقطف ثماره عشقا. فراغات العشق لا يملؤها إلا الخيانة! لا تُغفر الخيانة إلا لعاشق. العشاق لا يخونون إلا نكاية في الحب! هناك فرص عشق لا يضيعها إلا ذوو جهل كبير بأدبيات الغرام. *كاتب وصحافي [email protected]