احتضنت كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية ندوة علمية، بمشاركة باحثين وخبراء مغاربة وأجانب، لتدارس التحديات التي تواجه استعمال المبيدات الزراعية وأثرها على صحة البيئة والانسان. وتطرق المشاركون باللقاء، الذي نظمته الجمعية المغربية للبيئة والتنمية المستدامة، الى إكراهات استعمال المبيدات الزراعية والمخاطر المرتبطة بها، على مستوى صحة المستهلك، والبيئة، على اعتبار انها تعتبر من أهم وأخطر ملوثات البيئة باحتوائها على مواد كيمياوية سامة، تستخدم لمكافحة الآفات، و تؤثر على العمليات الحيوية للعديد من الكائنات الحية . وأبرز الوافدون على النقاش، باللقاء الذي ضم برنامجه محاضرات مرجعية الى جانب أكثر من 40 مداخلة شفاهية و 50 عرضا، أن استخدام المبيدات بكافة أشكالها ليس إلا شكلا من أشكال التطور العلمي والتقني، وذلك بغرض الزيادة في مستوى الانتاج الفلاحي من خلال السيطرة على الآفات والأمراض التي تصيبه، كما أن استخدام المبيدات حقق للإنسان درجة عالية من الحماية والوقاية ضد أخطار بعض الحشرات والآفات الناقلة للأمراض الخطيرة. كما وقفوا على أن مختلف انواع المبيدات والمواد المستعملة في المجال الفلاحي، لوقاية الصحة النباتية وتحسين المنتوج، وكذا إكراهات استعمال المبيدات، والمخاطر المرتبطة بها على مستوى صحة المستهلك والبيئة، على اعتبار أنها من أخطر ملوثات البيئة باحتوائها على مواد كيماوية تستخدم لمكافحة الافات كما تؤثر على جميع الكائنات الحية. وفي هذا الاطار، أكد عميد كلية العلوم والتقنيات،د احمد ايت حو، على الاهمية التي يكتسيها تنظيم مثل هذه التظاهرات العلمية ودور الجامعة في التكوين ونشر المعرفة وتعزيز البحث العلمي خدمة للتنمية . بدوره، أكد رئيس الجمعية المغربية للبيئة والتنمية المستدامة، عبد المالك دحشور، أستاذ الكيمياء بمعهد الزراعة والبيطرة ، أن تنظيم هذه الندوة يندرج في إطار التنوير والتحسيس والمحافظة على البيئة وصحة الإنسان، مشيرا الى أن الجمعية سبق وأن شاركت في تنظيم تظاهرات دولية حول المبيدات والبيئة والتغيرات المناخية و المواد المعدنية. وفي هذا الصدد، شدد على ضرورة الاعتماد على مواد صديقة للبيئة لديها قابلية للانكسار في وقت قصير لتفادي التأثيرات الجانبية على صحة الإنسان والمحافظة كذلك على المحيط البيئي، بالإضافة إلى كون استعمال المبيدات غير مؤطر بما فيه الكفاية لأنها متنوعة، داعيا الى إلى ضرورة احترام القانون المؤطر وتقليص استعمال المبيدات من خلال اعتماد طرق وآليات تعمم عن طريق الإرشاد لتفادي مخاطرها. وفضلا عن كون المصالح المختصة مطالبة بمراقبة المواد والسلع الموجودة في السوق على غرار المواد والموارد المهيأة للتصدير لطمأنة المستهلكين، يبرز رئيس الجمعية، فانه يتعين تنبيه المستعملين الى بعض المبيدات المهربة غير المرخصة نظرا لخطورتها الكبيرة. ولتثمين المواد الفلاحية والموارد الوراثية والنباتات الطبية والعطرية التي تزخر بها جهة درعة تافيلالت، أكد على الاهمية التي يكتسيها تنظيم لقاءات تواصلية تكوينية ودراسية حول المبيدات الواجب استعمالها بالطرق المناسبة وذلك باشراك كل مكونات المنظومة الفلاحية والباحثين الرائدين في هذا المجال. من جانبه، أبرز لحسن الوثيق، أستاذ باحث بكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية، أن موضوع استعمال المبيدات أصبح يحظى أكثر من أي وقت مضى باهتمام كبير فبقدر ما تشكل المبيدات خطرا على البيئة وعلى صحة الانسان على اعتبار أنها مصدر بعض الامراض التي تمس بالجهاز العصبي وتسبب حالات خطيرة بعد مرور 10 سنوات حسب الموروث الجيني لكل فرد، فإن استعمالها ضروري جدا لضمان منتوج أحسن يلبي حاجيات السكان ويساهم في توفير التغذية . أما الباحث الفرنسي جون كلود، فأكد على غياب التواصل الكافي في أوساط الفلاحين الذين يحتاجون الى التكوين المستمر، داعيا في هذا الصدد الى ضرورة توظيف مرشدين لتولي مهمة التحسيس والتعبئة الشاملة لفائدة الفلاحين لعقلنة استعمال المبيدات واستحضار المخاطر الناجمة عن التوظيف العشوائي لهذه المواد في الانتاج الفلاحي.