تظهر في الآونة الأخيرة مجموعة أشرطة فيديو تتداولها مجموعة من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها طلبة الطب يحتفلون بما أسموه "بالنصر" على الحكومة وعلى وزارة الحسين الوردي.. إن هذه المغالطات التي يريد طلبة الطب ترسيخها في أذهان الناس جمعاء ، بتحقيق "النصر" في وجه الوزارة ، وأن هذا النصر تم بفضل النضال المتواصل والسهر الدائم و'الحلقيات' في وجه المخزن . لم يدروا طلبة الطب أن هذا الذي أسموه ب"الانتصار" على وزارة الوردي ماهو إلا "انتصار" في وجه الفقراء الذين أصبحوا في خبر كان وأن هذا ما هو إلا انهزام للوطنية في وجه الانتهازية وابتزاز الدولة.. هل يدري طلبة الطب أن الخدمة الإجبارية موجودة في كل دول أوروبا ، والطالب بغض النظر عن تخصصه يقوم مباشرة بعد تخرجه بالعمل التطوعي ، إلا أنه في بلادنا العزيزة فضلوا تسميتها الخدمة الإجبارية لأنهم يعلمون أن التطوع ليس من ثقافتنا ولا يدخل ضمن أولوياتنا. أتساءل هل مغاربة البوادي ليسوا مواطنين من حقهم التطبيب والعلاج أم أنهم مواطنين من الدرجة الثانية ، تقولون أن هناك انعدام للوسائل والمعدات الطبية ، لن نكون أقل وسائل من أدغال إفريقيا التي تعمل فيها منظمة أطباء بلا حدود.. وما مشروع قانون الخدمة المدنية الإجبارية إلا جمركي أظهر في طلبة الطب الأنانية وقلة الإنسانية ، بفضل 'لوبيات' الفساد الذي منحكم هذا الانتصار على المواطَنة وعلى المواطنين الفقراء المغلوب على أمرهم في الأرياف والجبال ، فهنيئا لكم باكتسابكم التعالي والتفاخر في وجه المواطن من مقاعد المدرسة . أهنأكم على نصركم التاريخي الذي لم يعرفه أي مضربين قبلكم فأنتم خُلقتم ودَرستم لتكونوا أطباء الأغنياء(وليذهب قَسََم 'أبقراط' إلى الجحيم). أنتم أطباء المدن الكبيرة (البيضاء ، الرباط...) أطباء المستشفيات الخصوصية والعيادات و.. وليذهب أبناء هذا الوطن الذين لا حول ولا قوة لهم سوى انتظار أن تزورهم قافلة أطباء 'بلاحدود' (يهود ونصارى ومجوس وحتى مسلمون.. ) فهؤلاء على الأقل درسوا لخدمة الفقراء. [email protected]