تناولت الصحف المغاربية، في أعدادها لنهار اليوم الثلاثاء، الصراعات داخل حزب (نداء تونس)، ومشروع تعديل الدستور في الجزائر، وآفاق الصناعة في موريتانيا. ففي تونس، هيمن على الصحف صراع الأجنحة داخل حزب (نداء تونس) الحاكم، كانت آخر فصوله نسف اجتماع لمكتبه التنفيذي، أمس الأول الأحد في الحمامات (65 كلم جنوب العاصمة)، مما أشر على دخول الحزب مرحلة "الموت السريري"، وأن "قادمه مختلف عما شهده في السابق"، وفق تعبير صحيفة (المغرب) التي خصصت مساحة واسعة للموضوع ضمنها افتتاحية تحت عنوان "الانقسام". وجاء في الافتتاحية "اليوم الفراق النهائي بين ما يمكن أن نسميه مجموعة جربة (تيار تصحيحي يقوده حافظ قايد السبسي ورضا بلحاج) ومجموعة الهياكل الشرعية، أضحى واقعا نهائيا وباتا والنقاش لم يعد في احتمال مصالحة جديدة ومؤقتة، بل في شكل الفراق،(...) نداء تونس الذي عرفه الناخبون سنتي 2013 و2014 انتهى". ورأت أن الانعكاس الأول لأزمة (نداء تونس) "هو انشطار كتلته البرلمانية بما يجعل من الخصم المشترك سنة 2014 ، حركة النهضة، هو الحزب الأول تحت قبة البرلمان.. وهذه من مفارقات السياسة التونسية". وقالت صحيفة (الصباح)، وهي تعود إلى وقائع الحمامات قبل يومين حيث "فوضى وتشابك بالأيادي وعصي ومشاهد سوداء صادمة خلنا أننا طوينا صفحتها"، إن (نداء تونس) "يحتاج إلى معجزة لتفادي الانفجار"، معتبرة أن الفجوة، في غياب صوت الحكمة والعقل، باتت "عميقة" بين قيادات الحزب في ظل التوتر والأجواء المشحونة والاتهامات المتبادلة بشكل بات يواجه معه الحزب "خطر التشظي والانفجار أكثر من أي وقت مضى". وبدورها، كتبت صحيفة (الضمير) أن ما يحدث في (نداء تونس) وما يتهدده من "انفجار داخلي" يثير اهتمام أغلب المتابعين للمشهد السياسي من أحزاب ونخب وإعلاميين نظرا لكونه حزبا أغلبيا في البرلمان وفي الحكم بحسب ما أسفرت عنه انتخابات أكتوبر 2014. ولاحظت صحيفة (الشروق)، في افتتاحية بعنوان "إنقاذ النداء... من النداء"، أن الصراعات والتجاذبات وصلت "حد الضلوع في مشهد مقرف ومقزز، كل شخوصه وأبطاله من أبناء النداء"، حيث كان يفترض أن يعملوا على رص صفوفهم وإرسال إشارات إيجابية مجمعة ومطمئنة وكفيلة بحشد المزيد من المؤيدين والمريدين للحزب، داعية رئيس الجمهورية إلى "التحرك مرة أخرى لإنقاذ النداء من أبنائه، لأنه يبقى الأب الروحي وتكفي كلمة منه لتوضع النقاط على الحروف وإعادة الأمور إلى نصابها". وفي خضم ذلك، تحدثت صحيفة (الصريح) عن سيناريو "انتخابات تشريعية مبكرة" لإعادة بناء وتشكيل المشهد السياسي برمته، "لكن هذه المرة ستكون النتائج مغايرة تماما لما حصل في الانتخابات الأخيرة لأن المعطيات كلها تغيرت"، متسائلة "أين حركة النهضة من كل هذا¿". ومن بين المواضيع التي أثارتها الصحف بالجزائر، مشروع المراجعة الدستورية الموعود به منذ أزيد من أربع سنوات، منها صحيفة (الوطن) التي تساءلت عن جدواه بعد إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في رسالة إلى الأمة مؤخرا بمناسبة ذكرى الفاتح من نونبر، أن المشروع سيعرض على العموم قريبا. وذكرت الصحيفة بأن آخر مراجعة دستورية كانت سنة 2009 حيث فصلت على مقاس الرئيس، ليتم بعد ولايتين اقتراح مراجعتها من جديد أملا في إبقاء الرئاسة في يد صاحبها إلى الأبد. واختارت صحيفة (الخبر) الخوض في ملف الهجرة السرية في ضوء تقرير لقيادة الدرك الوطني، أفاد بأن التحقيقات التي أجرتها مع عشرات الشباب الذين ضبطوا في عرض البحر في محاولات للهجرة، أكدوا أنهم لجأوا إلى هذا الفعل بعد حرمانهم من الحصول على تأشيرة للسفر إلى أوروبا، كاشفا بأن 20 في المائة منهم يعودون للمجازفة بحيواتهم عبر رحلات الموت. وحسب نفس الدراسة، فإن أغلب الشباب الذين يلقى القبض عليهم لا يأبهون بالعقوبات التي تنتظرهم، خاصة وأن قانون الإجراءات الجزائية الجزائري في شقه المتعلق بمحاربة ظاهرة الهجرة السرية، يقر بمعاقبة هؤلاء بستة أشهر حبسا نافذا فقط. وأثارت صحيفة (الشروق) التجاذبات بين أجنحة النظام في ضوء مبادرة "الجبهة الوطنية" التي أطلقها حزب (جبهة التحرير الوطني) الذي يرأسه شرفيا الرئيس بوتفليقة، ويقود أمانته العامة عمار سعداني. وقالت إن هذه المبادرة بدأت تحدث اختراقا في صف "أحزاب الموالاة"، بعد إعلان كل من حزب تجمع أمل الجزائر (تاج) الذي يقوده عمار غول، وحزب (التحالف الوطني الجمهوري) بقيادة بلقاسم ساحلي، دعمهما للمبادرة. وحسب الصحيفة، فإن موقف كل من غول وساحلي من مبادرة "الجبهة الوطنية" يعد انتصارا لمبادرة (جبهة التحرير الوطني) التي يرفضها الحزب الرئيسي بين أحزاب الموالاة (التجمع الوطني الديمقراطي) الذي يقوده أحمد أويحيى، مشيرة إلى أنه بات واضحا أن ما يحدث بين هذا الأخير وسعداني "هي أشبه بالحرب داخل المعسكر الواحد (الموالاة)، حول من يقود "تكتلا جديدا" يتوخøى ملء الفراغ الذي تركه انفراط عقد "التحالف الرئاسي" في عام 2012، بالتحاق (حركة مجتمع السلم) بصفوف المعارضة. وفي موريتانيا، تناولت الصحف جملة من المواضيع، من بينها آفاق الصناعة في البلاد، حيث أفردت صحيفة (الشعب) ملفا للصناعة في موريتانيا. فسجلت أن البلاد تتوفر على موارد طبيعية هائلة كان يفترض أن ترقى بها إلى مصاف البلدان الصاعدة اقتصاديا لو تم استخدامها كمدخلات لصناعة وطنية. وقالت الصحيفة إن استغلال هذه الموارد في الصناعة لا يزال يقتصر على عمليات التصدير (الصناعات الاستخراجية)، فيما توجد العديد من الموارد الطبيعية الأخرى خارج دورة الإنتاج الصناعي، رغم بعض المحاولات المحدودة التي جسدتها مصانع ألبان خصوصية، مما يحرم البلاد من فرص استغلال أمثل لهذه الموارد. وذكرت الصحيفة أن من بين العراقيل التي كانت تقف في وجه القطاع الصناعي، الإطار القانوني الذي لم يكن محل ثقة كبيرة بالنسبة للمستثمرين، وبعض مظاهر الفساد والرشوة التي تزعزع ثقة المستثمرين في توظيف أموالهم. وأوضحت الصحيفة أن القطاع الصناعي بات يلعب اليوم دورا كبيرا من خلال مساهمته في خلق فرص الشغل ورفع معدل الدخل القومي، حيث تمثل الصناعات، بما فيها الصناعات المعدنية، حوالي 30 في المائة من الناتج القومي الإجمالي ونسبة 4 في المائة من النمو. ووفق الجريدة، فإن حوالي 200 شركة تنشط في القطاع الصناعي وتوظف ما يناهز 5 آلاف شخص، مضيفة أن هذه الشركات تتمركز في العاصمة نواكشوط ومنطقة نواذيبو الحرة. وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف الموريتانية لانعقاد أول اجتماع للجنة وزارية مكلفة بتوجيه ومتابعة تحضير المراجعة الإلزامية للمنظمة البحرية الدولية، وأشغال ورشة إقليمية لصياغة وثيقة توجيهية حول الرقابة الإشعاعية البيئية وتقييم الوضعية التنظيمية والتشريعية للحماية الإشعاعية البيئية في 12 بلدا إفريقيا. وتوقفت الصحف عند الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي تشهدها العاصمة نواكشوط في الآونة الأخيرة والتي تستمر عدة ساعات. ولاحظت هذه الصحف أن الشركة الموريتانية للكهرباء (صوملك) تلتزم الصمت حيال الوضعية التي وصلت إلى ذروتها، أمس الاثنين، حيث انقطع التيار في بعض الأحياء ست مرات.