اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الثلاثاء بعدة قضايا ومواضيع متفرقة منها على الخصوص استقالة الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان في الحكومة ومستجدات الوضع الأمني ومبادرة حزب "جبهة التحرير الوطني" بخلق جبهة مشتركة لدعم البرنامج الرئاسي في الجزائر، والاستعدادات الجارية لتنظيم حوار وطني شامل في موريتانيا. وفي هذا السياق تناولت الصحف التونسية على الخصوص موضوع استقالة الوزير المكلف بالعلاقة مع "مجلس نواب الشعب" التونسي والقيادي في حركة "نداء تونس" لزهر العكرمي من الحكومة وتداعياتها على الوضع الداخلي للحزب والائتلاف الحكومي بشكل عام، وكذا تصريحات أحد الإعلاميين التونسيين المعروفين ، بعد فراره الى سويسرا، تتعلق بحقيقة اغتيالات شهدتها تونس ما بعد الثورة، علاوة على مستجدات الوضع الأمني. في هذا الإطار ، وتحت عنوان "هل استبق لزهر العكرمي الإقالة بالاستقالة¿" في سياق الحديث عن قرب إجراء تعديل حكومي، نقلت صحيفة "الصباح" ، عن الوزير المستقيل قوله في تصريح صحفي "..إنه من غير اللائق أن نربط الاستقالة بموضوع تعديل حكومي ما ، قراري يعود لأسباب ذات علاقة بغياب الإرادة في التغيير ومحاربة الفساد ....زد على ذلك فإن التعديل الوزاري لا وجود له أصلا ولا علم لي به..". من جهتها نقلت صحيفة "الصريح" ، عن محسن مرزوق الأمين العام "لنداء تونس"، قوله في تصريح صحفي للصحيفة ، إن " العكرمي شخصية سياسية وتاريخية ومن مؤسسي الحزب ، وهدفه خدمة تونس سواء في الحكومة أو في العمل الحزبي" ، متهما بعض الأحزاب بالتدخل في الشؤون الداخلية للنداء . في المقابل نقلت الصحيفة ، عن راشد الغنوشي رئيس "حركة النهضة"، قوله في تصريح مماثل ، "اتهام حركة النهضة بمحاولة اختراق النداء كلام فارغ...ومصلحة حلفائنا تهمنا..". أما صحيفة "الشروق" فقد اعتبرت أن الطريقة التي اعتمدها العكرمي في تقديم استقالته فيها "الكثير من الاستخفاف بهيبة الدولة وبواجبات التحفظ التي تمليها عليه المسؤولية السياسية" ، متسائلة عن حقيقة مضمون رسالة الاستقالة التي أشار فيها إلى وجود فساد كبير ومهول ينخر الدولة وعن تقاعس الحكومة في التصدي له أم أن " كل ما قام به يندرج في إطار التجاذب والتنازع السياسوي والفئوي الضيق لحساب مصالح فردية لا غير¿". من جهة ثانية سلطت مختلف الصحف التونسية الضوء على فرار الإعلامي التونسي الشهير مالك قناة "التاسعة" معز بن غربية إلى سويسرا ، وبثه لفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يتهم فيه بعض الأطراف بمحاولة اغتياله ، مدعيا امتلاكه لمعلومات ومعطيات سيكشف عنها تتعلق بهوية المتورطين في اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد والنائب محمد البراهمي وآخرين. في هذا السياق وتحت عنوان " بعد تصريحات بن غربية هل سيبقى ملف الاغتيالات لعبة حزبية وإعلامية¿" كتبت صحيفة "الضمير" في افتتاحية العدد أن تصريحات معز بن غربية ، "الذي كان قريبا من دوائر عدة في البلد في فترة حساسة من قيام الثورة إلى سقوط الترويكا ، وهي الفترة التي شهدت كثافة غير مسبوقة في عمليات الاغتيال في تاريخ بلادنا...، تطرح سؤالا هاما: متى يتوقف الاستثمار السياسي والتلاعب الحزبي والإعلامي بملف الاغتيالات ومتى نعرف حقيقتها؟". صحيفة "المغرب" أشارت إلى أن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتونس أمرت بفتح تحقيق حول ما صرح به الإعلامي المذكور ، مضيفة أن وزارة الداخلية أكدت في بلاغ لها أنه تمت إحالة الفيديو في قرص مضغوط مصحوبا بمذكرة في الغرض على النيابة العمومية لتتخذ ما تراه مناسبا. على المستوى الأمني نقلت الصحف التونسية عن وزير الدفاع فرحات حشاد قوله في تصريح صحفي أمس ، على هامش لقائه بنظيره الفرنسي، أن تونس لن تشارك في العمليات العسكرية ضد "داعش" بعد إعلانها الانضمام الى "التحالف الدولي"، مضيفا أنه بإمكان بلاده "تقديم المعلومة الاستخباراتية وكذلك الرعاية الصحية في حالة توتر الأوضاع في ليبيا..". كما أوردت الصحف المحلية خبر اعتقال عناصر تنشط في 3 خلايا تسفير تونسيين الى سوريا وليبيا إضافة الى اعتقال 11 إرهابيا داعشيا خططوا لعمليات إرهابية، وذلك بمناطق "قبلي" و"مدنين" و"تطاوين" و"قابس" (جنوب البلاد)، علاوة على اعتقال ما أسمته صحيفة "الصريح" لأخطر خلية إرهابية تضم طبيبا ورجل أمن كانت تنشط على الحدود الجزائرية. على المستوى الاقتصادي أشارت الصحف التونسية إلى إعلان وزير الدفاع الفرنسي أمس عن منح بلاده مساعدة مالية لتونس بقيمة 20 مليون أورو لدعمها في مكافحة الارهاب. دوليا توقفت الصحف المحلية عند استئناف أطراف النزاع الليبي أمس محادثاتهم في مدينة "الصخيرات" في محاولة جديدة للخروج باتفاق سياسي حول تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية لإنهاء النزاع المندلع منذ سقوط نظام القذافي في 2011. وفي الجزائر اهتمت الصحف المحلية بمبادرة حزب "جبهة التحرير الوطني" بخلق جبهة مشتركة لدعم البرنامج الرئاسي في الجزائر... في هذا السياق تساءلت الصحف عن أهداف المبادرة المقترحة من قبل الأمين العام للحزب الوحيد "جبهة التحرير الوطني" ، والمتعلقة بإطلاق " مبادرة سياسية وطنية من أجل التقدم في ظل التلاحم والاستقرار ". واعتبرت صحيفة "ليبرتي" أن هذه المبادرة الملتبسة المقترحة من قبل الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني تبدو "غامضة " ، وستثير بالتأكيد بعض الأسئلة حول الغاية من ورائها. وأدرجت الصحيفة هذه المبادرة في سياق رغبة القادة الحاليين في توحيد أكبر عدد ممكن من القوى للتبشير " بقرار ما في الوقت المناسب" و"بيع الخيارات المتخذة" في ظرفية صعبة تطبعها الأزمة الاقتصادية. واعتبرت صحيفة " لوكوتيديان وهران " أن اقتراح "جبهة التحرير الوطني" لا يساعد على وضوح المجال السياسي في الاتجاه المرغوب فيه من قبل السلطة . فهي لا تقوم سوى بتعميق القطيعة بين من يريدون الحفاظ على النظام وأولئك الذين يدعون ويناضلون من أجل التغيير. وسجلت صحيفة "ليكسبريسيون" أن اقتراح سعداني لا يحظى باهتمام كبير ولن يتجاوز نطاق أحزاب التحالف الرئاسي" ، معتبرة أن خلق جبهة وطنية تجمع كل الحساسيات يبدو "ضربا من الوهم". ووفقا للصحيفة فإن المبادرة الموجهة للمعارضة، التي يمكن أن تستقطب الأحزاب السياسية الصغيرة، لم تجد آذانا صاغية ، في إشارة إلى موقف الرفض الذي أعربت عنه قوى المعارضة. وتحت عنوان " مكان جبهة التحرير الوطني هو المتحف" اتهمت صحيفة "الوطن" الأمين العام لجبهة التحرير الوطني بالبحث "عن الاستفتاء على التصويت ، ولكن الذي من المرجح أن يتحول إلى خيبة أمل قاسية". وبالنسبة للصحيفة فإن اقتراح جبهة عريضة ، هدفها الوحيد دعم البرنامج الرئاسي ، على الجزائريين بمختلف الحساسيات ، يعد "أمرا غير مقبول". ورأت الصحيفة في مبادرة جبهة التحرير الوطني نوعا من "الانتخابات الرئاسية المبكرة لبوتفليقة كمرشح وحيد وبدون تصويت". وفي موريتانيا، تناولت الصحف المحلية الاستعدادات الجارية لتنظيم حوار وطني شامل وظهور حالات من حمى الوادي المتصدع. فبخصوص الموضوع الأول ترى صحيفة ( المستقبل الموريتاني) أن الحكومة مصرة على الحوار، فيما يصر المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة ( معارضة راديكالية) على شد أحزمة المقاطعة. ومن جهتها، ذكرت صحيفة ( الحقائق) أن السلطة حددت يوم 20 أكتوبر موعدا نهائيا لانطلاق جلسات الحوار، ولن تنتظر على ما يبدو بقية أقطاب الطيف السياسي التي مازالت ترفض الحضور بدعوى عدم مشاركتها في التحضير لهذا الحوار. ومن جهة أخرى، ركزت الصحف على البيان الصادر عن وزارة الصحة والذي يفيد باكتشاف حالات إصابة بالحمى النزيفية (حمى الوادي المتصدع ) . ولاحظت أن الوزارة خرجت أخيرا عن صمتها لتؤكد ظهور حالات من الحمى النزيفية التي تسببت إلى غاية يوم أمس في وفاة أربعة أشخاص حسب ما جاء على لسان وزير الصحة . ومن جانبها لاحظت صحيفة ( ليفاي ) أن المراكز الصحية بنواكشوط تستقبل يوميا مرضى يعانون من حمى فيروسية تتجلى أعراضها بصفة خاصة في أوجاع في الرأس وارتفاع في درجة حرارة الجسم والإرهاق والقيء والدوار. على صعيد آخر، توقفت الصحف عند تنظيم ورشة للمصادقة على التقرير الوطني حول التنمية البشرية وإطلاق البرنامج الإقليمي للصيد في غرب إفريقيا من أجل الإسهام في تسيير معقلن ومستديم للمخزنات البحرية.