نزل آلاف الأشخاص، بالعاصمة الرباط، للتظاهر من أجل المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية، مرددين شعارات: "الشعب يريد تغيير الدستور" و"الشعب يريد إسقاط الحكومة" و"الجماهير تطالب بالتغيير". وبدأت المظاهرات الاحتجاجية ببضع مئات من الأشخاص قبل أن يتزايد العدد إلى حوالي 6000 آلاف شخص عند وصول المظاهرات إلى شارع محمد الخامس بقلب العاصمة، حيث شارك في الاحتجاج وجوه إعلامية بارزة مثل توفيق بوعشرين مدير جريدة "أخبار اليوم المغربية" وعلي المرابط الموقوف عن الكتابة لمدة عشر سنوات بقرار قضائي، ومحمد حفيظ مدير جريدة "الحياة الجديدة" وعلي أنوزلا مدير موقع "لكم". كما شوهد في المظاهرة علي عمار الصحافي المثير للجدل وصاحب كتاب "محمد السادس سوف الفهم الكبير" رفقة مؤسسي حركة "مالي"، والعديد من الشخصيات الحقوقية. كما شارك في المظاهرة الملياردير ميلود الشعبي بعد أن أعلن انضمامه للمظاهرات المطالبة بتغيير الواقع في المغرب قبل أيام. وعمد ميلود الشعبي على دعم المسيرة الاحتجاجية على طريقته الخاصة بعدما وزع قناني المياه المعدنية "عين سايس" التي يملكها بشكل مجاني على المتظاهرين الذين رفعوا من سقف مطالبهم عندما طالبوا برحيل علي الهمة مؤسس حركة لكل الديمقراطيين وعراب حزب الأصالة والمعاصرة، ومنير الماجيدي الكاتب الخاص للملك، الذي رفعت في حقه العديد من الشعارات التي تطالب بمحاسبته مثل : "الماجيدي سير فحالك المغرب ماشي ديالك". وردد المتظاهرون شعار: "الشعب يريد إسقاط الفساد" و"مسيرة شعبية مكاين لا حزب ولا جمعية" في إشارة إلى أن الهدف واحد هو المطالبة بتغييرات جوهرية في الحياة السياسية والواقع الإقتصادي والإجتماعي للمغاربة. وتحدث الفنان الساخر أحمد السنوسي، الذي أخذ الكلمة وسط الحشود عن البرلمان المغربي الذي وصفه بأنه برلمان مزور بطريقة نزيهة، وطالب بإسقاط الحكومة وحل البرلمان وتوفير مقاعده لتلاميذ المدارس، قبل أن تعلو الشعارات المساندة على ما يقوله السنوسي مرددين شعار: "ياعباس يا حقير عاقت بيك الجماهير" و"الشعب يرفض دستور العبيد". وعرفت مظاهرات الرباط متابعة مكثفة للصحافة الدولية مع انزال كثيف للصحافة الاسبانية التي كانت تترصد كل صغيرة وكبيرة بشكل حذر وهو ما جعل أحد أطقم قناة TVE يحتك مع أحد المتظاهرين الذي انتقد الطريقة التي يتعامل بها الإعلام الإسباني مع القضايا المغربية. وكان لافتا غياب شبه تام لقوات الأمن أثناء الإحتجاجات بالعاصمة الرباط، باستثناء أفراد قلة من الشرطة والقوات المساعدة كانوا داخل حديقة البرلمان حيث حاول البعض استفزازهم برمي قنينات الماء الفارغة باتجاههم قبل أن يتدخل أحد مؤسسي حركة 20 فبراير ليطالب بالتوقف عن هذه الأفعال لأنها بعيدة عن الأسباب التي جعلت المتظاهرين يخرجون للشارع. وانتهت مظاهرات العاصمة بشكل سلس وفي هدوء وبدون مشاكل، عكس ما حدث بالعديد من المدن الأخرى كمراكش وطنجة والحسيمة وصفرو. [email protected] صور من تظاهرة 20 فبراير في الرباط