الجزائريون ينتفضون ضد النظام... «سقط مبارك» مانشيت بالبنط العريض، على صدر صفحة جريدة جزائرية، أراد منه جزائري أن يكون رسالة إلى بوتفليقة، خلال مسيرة نظمها الجزائريون أول أمس السبت، تؤكد للرئيس أن «إرادة الشعب ستنتصر مهما طال الزمان». عقارب الساعة كانت تشير إلى العاشرة والنصف صباحا حينما تجمع الآلاف من الجزائريين في ساحة الفاتح ماي في قلب العاصمة، في مظاهرة دعت إليها التنسيقية الوطنية للديمقراطية والتغيير، مرددين شعار «الشعب يريد إسقاط الرئيس». وخلافا لما حصل قبل 20 يومًا، حينما اقتصر الأمر على ناشطي الحزب العلماني المعارض «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، شهدت مسيرة السبت زخمًا أكبر بانضمام قياديين في حركة الإصلاح الإسلامية والحركة الديمقراطية الاجتماعية (الحزب الشيوعي) وحتى وجوه معروفة في حزب الغالبية «جبهة التحرير» وأخرى محسوبة على تيار رئيس الوزراء السابق «علي بن فليس» كانوا بين الحاضرين، لكن بصفتهم الشخصية، فضلاً عن شخصيات حقوقية، كعلي يحيى عبد النور، ومصطفى بوشاشي، وفضيل بومالة وشريفة خضّار، وفنانين مثل «ماسينسا كاتب» و»صافي بوتلة»، ليكتمل المشهد بالتحاق «علي بلحاج» الرمز البارز في جبهة الإنقاذ المحظورة رفقة العشرات من أتباعه. جدار أمني مكثف، فرضته ترسانة مكونة من 30 ألف شرطي بالزي الرسمي، و20 ألف بالزي المدني، قمعت المسيرة السلمية التي أراد لها الجزائريون أن تكون انتفاضة «شعبية تحررهم من ظلم النظام»، وفي غياب تام لتغطية إعلامية واسعة من قنوات تدافع عن حرية الشعوب، كما دافعت من قبل باستماتة عن مصر وتونس. الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لم تتأخر في إصدار بيان لها تنقل فيه ما حدث خلال الاحتجاجات، وسجلت مئات الاعتقالات وقعت بعدة مدن جزائرية خلال احتجاجات أول أمس السبت. وأفاد بيان الرابطة حصلت بيان اليوم على نسخة منه، أن «مئات الاعتقالات تم تسجيلها على الخصوص بالجزائر العاصمة ووهران وعنابة». كما نددت الرابطة، في بيانها ب»هذا القمع وهذه الاعتقالات التعسفية»، داعية إلى ضرورة إطلاق سراح الأشخاص المعتقلين فورا. وأضافت أن «المواطن الجزائري له الحق في التعبير عن مطالبه المشروعة بطريقة سلمية»، محذرة السلطة من «أي انحراف ومن أي مساس بحقوق الإنسان». مصطفى بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان التي ساعدت في تنظيم الاحتجاج، خرج بتصريحات تستهدف النظام الجزائري، قائلا: «يؤسفني أن أقول إن الحكومة نشرت قوة ضخمة لمنع مسيرة سلمية. لا يفيد ذلك صورة الجزائر». وفي تطور لاحق، تظاهر عشرات الجزائريين عصر أول أمس السبت أمام كنيسة الذكريات التاريخية في العاصمة الألمانية برلين تضامنا مع مواطنين اعتقلتهم الشرطة في العاصمة الجزائرية في نفس اليوم، أثناء مطالبتهم بإصلاحات سياسية جذرية وتحسين الظروف الاقتصادية. وفي بريطانيا، نظم معارضون من الجالية الجزائرية في نفس اليوم مظاهرة أمام السفارة الجزائرية بلندن لدعم الاحتجاجات في البلاد، رفعت خلالها لافتات منددة بالنظام الجزائري وبالرئيس عبد العزيز بوتفليقة.