مرت تظاهرة 20 فبراير بالعيون في أجواء سلمية وحماسية رغم الاحتقان الاجتماعي الذي تعرفه المدينة. وصبيحة هذا اليوم حج إلى مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل عشرات من المناضلين وموظفي ومستخدمي عدة قطاعات اجتماعية وإنتاجية بالإقليم،جاؤوا كلهم للتعبير عن سخطهم من سياسة اعتبروها في شعاراتهم بأنها غير اجتماعية،فأسعار المواد الأساسية في ارتفاع صاروخي،والخدمات التعليمية والصحية تبقى دون مستوى تطلعات الجماهير الشعبية.
أما عمال ومستخدمي بعض الشركات والمقاولات فيعانون من ضعف الأجور وعدم احترام مدونة الشغل،الشيء الذي جعل الكدشيين يصرخون بأعلى أصواتهم مطالبين المسؤوليين المحليين والجهويين والمركزيين إلى التدخل العاجل لوقف العبث ببعض المؤسسات ،والاستجابة لكل المطالب الاجتماعية التي يرفعها المواطنون بغية تحسين أوضاعهم الاجتماعية وحفظ كرامتهم. وقد كانت بوابة مقر "السدتي" مسرحا لتجمع العديد من المطالبين بتغيير أوضاع المواطنين إلى الأحسن ،وذلك عبر شعارات رفعها المحتجون تطالب الحكومة بالاستجابة الفورية لمطالبهم ،ورفع كل أشكال التضييق عنهم.
وهكذا مرت الوقفة الاحتجاجية، التي دعا لها الاتحاد المحلي في بيان هذا الأسبوع في جو من الحماس والمسؤولية،ما جعلها تأخذ طابعا احتجاجيا حضاريا بإحدى كبريات مدن الصحراء، في وقت تعرف هذه الأخيرة احتقانا اجتماعيا ،جراء تراكم عدد من الملفات لما يزيد عن عقدين من الزمن.
وقد ساهم ابتعاد القوة العمومية عن مكان الوقفة في نجاحها،ما فسح المجال أمام العديدين للمشاركة في هذه التظاهرة التي دامت أزيد من ساعتين،وانتهت دون أية أحداث تذكر،الشيء الذي اعتبره بعض المتتبعين نجاحا حققه الكونفدراليون ،وساهم فيه تفهم المسؤولين الذين ابتعدوا عن المكان،مكتفين بالمراقبة والإنصات عن بعد.