تمكنت الأبناك المغربية في ظرف عشر سنوات من إزاحة نظيرتها الفرنسية من صدارة المؤسسات البنكية الأكثر حضورا في الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، فبعد أن كانت السوق الإفريقية الفرانكفونية حكرا على الأبناك الفرنسية على امتداد سنوات، باتت المؤسسات المالية المغربية هي الأكثر حضورا، بل إن مجموع رأسمالها الموجود في هذه الدول يفوق ب 1.4 مرات حجم الغلاف المالي الذي تتوفر عليها المؤسسات الفرنسية في إفريقيا الفرانكفونية. وتعود تفاصيل اختراق المؤسسات البنكية المغربية مجالا كان محفوظا للمؤسسات الفرنسية إلى سنة 2006، عندما بدأت المؤسسات المغربية تفتح فروعا لها في عدد قليل من الدول الإفريقية؛ كإفريقيا الوسطى ومالي والكونغو، وبعدها ستنطلق المؤسسات البنكية المغربية في عملية شراء حصص في أبناك إفريقيا بداية باقتناء التجاري وفا بنك لفرع المصرف الفلاحي في الدول الإفريقية الفرانكفونية، لتليها مجموعة من عمليات اقتناء الحصص في أبناك كبرى بالمنطقة نفسها التي يركز عليها المغرب بشكل كبير. وبحسب معطيات مكتب الدراسات المتخصص في الاستشارات البنكية، فإن عدد الوكالات البنكية في منطقة شمال إفريقيا ودول إفريقيا الناطقة بالفرانكفونية قد بلغ 899 وكالة إضافية منذ سنة 2006، أكثر من نصفها هي وكالات تابعة للمؤسسات المغربية، وهو الأمر الذي يفيد بتطور شبكة المؤسسات البنكية المغربية على حساب منافِستِها الفرنسية. معطيات أخرى كشفت عنها مجلة "جون أفريك" تفيد بأن المنافسة الحقيقية تجري حاليا بين الأبناك المغربية ونظيرتها الإفريقية، مقدمة المثال ببنك "إيسي بنك"، الذي يعتبر الرائد في منطقة الساحل ويتوفر على عائدات تقدر بضعف الناتج الصافي للمؤسسات البنكية المغربية، مشيرة إلى أن التحدي القادم أمام المغرب هو منافسة الأبناك الإفريقية في أسواق جديدة داخل القارة السمراء. تفوق الأبناك المغربية على نظيرتها الفرنسية أكده فيليب كوتييه، المدير المساعد للباطرونا الفرنسية، في تصريح سابق لجريدة هسبريس، بقوله إن الأبناك المغربية قد نجحت في فرض حضورها في العديد من الدول الإفريقية، "بل تفوقت على الأبناك الفرنسية في هذا الأمر"، مشيرا إلى أن المؤسسات البنكية الفرنسية باتت تخشى من المخاطر المرتفعة في القارة الإفريقية، "بينما قامت المؤسسات البنكية المغربية باقتحام الأسواق بقوة، وها قد بدأت تجني ثمار مخاطرتها".