يحضر البعد الاقتصادي بشكل كبير في الجولة التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى العديد من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ما دفع عددا من المحللين والخبراء الاقتصاديين للحديث عن الرغبة المغربية في تقوية حضوره الاقتصادي في القارة الإفريقية، ومن بينهم خبراء مركز أوكسفورد بيزنس الذين تحدثوا "عن الطموح الإفريقي المغرب" والعوامل المساعدة على تقوية تواجد المغرب في القارة السمراء على الصعيد الاقتصادي. وانطلق المركز البريطاني من تقييمه لوضع القطاع المالي بالمغرب على اعتباره أحد الأعمدة التي يرتكز عليها المغرب في سياسته للانفتاح الاقتصادي على الدول الإفريقية، مؤكدا أن مصادقة المغرب على قانون البنوك التشاركية أو ما بات معروفا بالأبناك الإسلامية، سيمكن من خلق أبناك إسلامية سيؤدي إلى تقوية القطاع المالي والبنكي المغربي وينوع من منتوجاته المالية. خصوصا بعد أن أبدت العديد من الأبناك الخليجية اهتمامها بالاستثمار في قطاع الأبناك الإسلامية، وهي الأبناك التي لها خبرة طويلة في مجال التمويل الإسلامي، ليتوفر المغرب بذلك على نشاط بنكي جديد يمكن من خلال تقوية الحضور المالي للمغرب في دول إفريقيا جنوب الصحراء. وبالإضافة إلى قطاع الأبناك الإسلامية الذي سيشكل منفذا جديدا للمغرب للولوج إلى الأسواق المالية الإفريقية، فقد تحدث المركز البريطاني عن الحي المالي للدار البيضاء "كازا فاينس سيتي" الذي ساهم في جذب رؤوس أموال أجنبية "وتوسيع مجال التأثير الاقتصادي للمغرب ليطال دول إفريقيا جنوب الصحراء". ومن بين الأهداف التي يرى خبراء المركز البريطاني أن مركز "كازا فاينس سيتي" يلعبها هو جعل المغرب منصة لانطلاق رؤوس الأموال الأجنبية نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء، خصوصا وأن "كازا فاينس سيتي" ستستقبل أكثر من مائة مؤسسة دولية مع متم العام الجاري. وركز المركز على الجانب القطاع البنكي في المغرب، "الذي يعرف نمو مطردا" خلال السنوات الماضية، ما جعل المؤسسات البنكية المغربية "تتوفر على قدرة للاستثمار خارج المغرب خاصة في دول إفريقيا جنوب الصحراء"، وحاليا تتوفر المؤسسات البنكية الثلاثة الأكبر في المغرب على العشرات من فروعها في العديد من الدول الإفريقية. وتوقع مركز أوكسفورد أن قرار بنك المغرب تخفيض سعر الفائدة الرئيسي إلى 2.5 في المائة، سيساهم في التشجيع الحصول على القروض والرفع من نمو المؤسسات البنكية المغربية ويقوي من موقفها المالي سواء داخليا في المغرب أو في دول إفريقيا جنوب الصحراء. الحضور القوي للمؤسسات البنكية المغربية في إفريقيا اعترفت به حتى المقاولات الفرنسية على لسان المدير المساعد للباطرونا الفرنسية الذي أكد أن المؤسسات البنكية المغربية تمكنت من تجاوز الأبناك الفرنسية في الأسواق الإفريقية.