شدد المشاركون في منتدى كرانس مونتانا، امس الجمعة فى الرباط، على أهمية الدور الذي يضطلع به المغرب في مجال تطوير البنوك والمؤسسات المالية الإفريقية. وفي هذا الصدد، قالت جمانة كوبيين، رئيسة مكتب المغرب العربي للشركة المالية الدولية وعضو مجموعة البنك الدولي، في كلمة خلال هذا المنتدى، الذي ينظم حول موضوع "العلاقات جنوب - جنوب .. من خيار استراتيجي إلى ضرورة ملحة"، إن "المغرب يضطلع بدور هام في تطوير الأبناك والمؤسسات المالية في القارة الإفريقية".
وأشارت إلى أن توسع البنوك المغربية في إفريقيا يندرج في صلب الاستراتيجية المالية المغربية، مضيفة أن الشركة المالية الدولية تواكب المقاولات والمؤسسات المالية المغربية، الراغبة في تطوير أنشطتها على مستوى إفريقيا جنوب الصحراء، بما يمكنها من الاستفادة من الاندماج الاقتصادي الإقليمي.
واعتبرت كوبيين أن إفريقيا جنوب الصحراء تتيح فرصا استثمارية كبيرة بالنسبة للأبناك المغربية، وذلك على اعتبار أن بلدان هذه المنطقة تسجل معدلات نمو هامة مع معدل بنكنة ضعيف، فضلا عن كونها في حاجة ملحة إلى استثمارات في قطاع البنيات التحتية.
من جانبه، أكد المدير العام للقرض الفلاحي، طارق السجلماسي، أن البنوك المغربية عززت موقعها في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن البنوك الثلاثة الأولى في المغرب (التجاري وفا بنك والبنك المغربي للتجارة الخارجية والبنك الشعبي) تعد اليوم من أوائل المجموعات البنكية التي كرست تواجدها في إفريقيا وأصبحت تشكل جسورا قوية للنمو وتحفيز الاستثمار وتدفق المبادلات بين المغرب وإفريقيا.
علاوة على ذلك، يضيف السجلماسي، فإن هذه الأبناك تقدم خبراتها في قطاعات معينة، من قبيل القرض الفلاحي.
من جهته، أبرز نائب مدير الإشراف البنكي في بنك المغرب، لحسن بنحليمة أن الأبناك المغربية أضحت حاليا ممثلة في 23 بلدا إفريقيا، وتضفي قيمة مضافة بالنسبة لمنطقة جنوب الصحراء.
وأردف قائلا إن "البنوك المغربية في إفريقيا تراهن أساسا على التنمية المشتركة، بدل الحرص الصرف على تحقيق أرباح "، مشددا على أن الأمر يتعلق بشراكة مربحة للجميع مع البلدان الإفريقية.
وأضاف أن هذه الشراكة تفرض على البنك المركزي عددا من التحديات من حيث الرقابة والإشراف، موضحا أن بنك المغرب يتعاون مع البنوك المركزية في البلدان التي تتواجد فيها بنوك مغربية، وذلك لمباشرة آليات المراقبة وفق المعايير الدولية.
وشدد المشاركون في هذا المنتدى على ضرورة تطوير القطاع البنكي والمالي بشكل قوي ومستدام في إفريقيا، داعين الى إرساء تعاون إقليمي ودولي لدعم الابتكار في هذا القطاع.
للإشارة، يعتبر منتدى (كرانس مونتانا) أرضية عالمية لتشجيع التعاون الدولي والحوار والنمو والاستقرار والسلم والأمن في العالم.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى بالرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في المنتدى، والتي تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار.
ويشارك في هذا اللقاء، الذي ينظم، تحت الرعاية الملكية السامية، بمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، عدد من رؤساء الدول والحكومات والوزراء ورؤساء المنظمات الدولية وخبراء اقتصاديون ورجال أعمال من دول عديدة، وذلك لاستكشاف أسواق واعدة جديدة وخصوصا بإفريقيا.
وقد تأسس هذا المنتدى سنة 1986 بسويسرا، وهو منظمة غير حكومية تهدف إلى تشجيع التعاون الدولي والحوار والنمو والاستقرار والسلم والأمن في مختلف دول العالم.
ومنذ سنة 1990، أصبح هذا المنتدى السنوي يجمع رؤساء دول وحكومات ووزراء ومنظمات دولية وبرلمانية ومقاولات من مختلف بلدان العالم.