اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالانتخابات التشريعية في بولونيا، ومشكل تدفق اللاجئين على القارة الأوروبية، إضافة إلى مواضيع محلية ودولية أخرى. ففي فرنسا، اهتمت الصحف بفوز حزب (القانون والعدالة) المحافظ في الانتخابات التشريعية ببولونيا، إذ كتبت صحيفة (لوموند) أنها المرة الأولى منذ سقوط الشيوعية، التي يحصل فيها هذا الحزب على الأغلبية المطلقة بالبرلمان البولوني ب37,7 في المائة من الأصوات و232 مقعدا من ضمن 460 . وأضافت الصحيفة أن ياروسلاف كاتسينسكي، رئيس حزب (القانون والعدالة)، أظهر بشكل واضح أنه كان دائما العقل المدبر للحزب، مشيرة إلى أنه عاد بقوة مستفيدا من أزمة اللاجئين. وقالت صحيفة (ليبراسيون) إن البولونيين المستائين من نمو لا يستفيد منه الشعب، اختاروا الأحد اليمين المناهض لأوروبا، مضيفة أنه إذا كانت صحة الاقتصاد البولوني، لم تشفع للحكومة المنتهية ولايتها، فلأن دينامية وارسو تخفي تباينات إقليمية وفوارق في الأجور. ومن جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) النرويجية إلى أن هذه النتيجة توجه رسالة إلى الجميع بأن البلاد التي تعيش مشاكل سيتم إعادة بنائها. واعتبرت أنه بفوز هذا الحزب سيكون من الصعب التوصل إلى خط مشترك مع الأوروبيين حول مسألة اللاجئين، خاصة أنه يتبنى مواقف متشددة حيال الإجراءات التي يمكن القيام بها لإيقاف تدفق اللاجئين. ومن جهة أخرى، واصلت صحيفة (داغبلاديت) النرويجية تطرقها لمشكل تدفق اللاجئين على أوروبا، مشيرة إلى أن نسبة صغيرة من طالبي اللجوء غير المصحوبين الذين منحوا الإقامة في النرويج تم جمع شملهم مع أسرهم. ونقلت عن مختصين تأكيدهم، وفق إحصائيات إدارة الهجرة بالبلاد، أن العديد منهم لا يتمكنون من جمع الشمل، وأن من بين 499 من طالبي اللجوء غير المصحوبين في سنة 2013، تحقق جمع الشمل فقط لنحو 28 حالة. وفي ألمانيا، سلطت الصحف الضوء على نتائج القمة المصغرة التي جمعت زعماء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة أزمة اللاجئين التي تشهدها أوروبا. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أنه "بعد كل هذه الجهود، فإن المستشارة الألمانية، انغيلا ميركل، سجلت نجاحا صغيرا في تدبير ملف اللاجئين". واعتبرت الصحيفة أن أوروبا عموما لم تعد قادرة لوحدها على تدبير ملف اللاجئين، مشيرة إلى أن القرار الذي اتخذ ببروكسل لإيواء اللاجئين خلال أشهر الشتاء يعد خطوة هامة، لكن يتعين قبل ذلك، وفق الصحيفة، توزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي وفق نظام الحصص والتخفيف من العبء الملقى على بعض الدول كاليونان. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن اجتماع بروكسيل كان اجتماعا استثنائيا لبحث أزمة اللاجئين، لكنه في الأساس التأم لإنقاذ الاتحاد الأوروبي الذي قد ينهار بعد هذا التدفق غير المسبوق للاجئين في واحد من أصعب الاختبارات والصدمات التي تواجهها أوروبا. وأضافت الصحيفة أن التضامن الأوروبي كان أمرا ضروريا كما كان الأمر بالنسبة لبعض دول البلقان في السابق، متسائلة عن سبب الاعتماد على الدول الأصغر والأضعف في أوروبا من أجل حل الأزمة، إذ أنه يتعين لى ألمانيا كدولة قوية، وفقا للصحيفة، أن تقوم بالمستحيل من أجل ذلك. أما صحيفة (فولكشتيمة )، فشككت في تنفيذ القرارات التي اتخذتها قمة بروكسيل، معتبرة أنه كما اجتاحت الأزمة المالية منطقة العملة الموحدة وخلخلت استقرارها، يمكن أن تمس أزمة اللاجئين أمن واستقرار منطقة "شنغن " برمتها. وأضافت الصحيفة أن خبراء من الاتحاد الأوروبي حذروا من هذا الأمر، مشيرة إلى أن العديد من الحقائق تثبت تفاقم الأزمة، من ذلك المشاهد المخزية التي نقلت من سلوفينيا، وعدم قدرة اليونان، العاجزة حتى على استرداد الأموال للدائنين الدوليين، على ضبط حدودها مما يفتح طرق عديدة مؤدية إلى النمساوألمانيا والسويد. أما صحيفة (راين - تسايتونغ) فأكدت أن تداعيات تدفق اللاجئين على أوروبا لا يمكن أن تعالجها قرارات من بروكسيل وحدها، بل عبر تكاتف جهود جميع المعنيين، مشيرة إلى أن ميركل المعروفة بالقوة والحزم في اتخاذ القرارات وفي التدخل في حل مشاكل أوروبا الشرقية، أصبح ينظر إليها حاليا على أنها جزء من مشكلة اللاجئين. وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف على التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الاسبانية، ماريانو راخوي، بعد موافقة مجلس الوزراء على مرسوم ملكي بالدعوة إلى إجراء الانتخابات العامة في 20 دجنبر المقبل. وكتبت صحيفة (إلباييس) أن رئيس الحكومة الإسباني، الذي قدم تفاصيل عن التشريعيات خلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين، أبرز أن الدولة تتوفر على وسائل مواجهة تحديات الانفصاليين في كاطالونيا. وأضافت الصحيفة أن راخوي أكد أن السلطة التنفيذية أعدت كل شيء لكبح إمكانية الإعلان من جانب عن الانفصال في هذه المنطقة من شمال شرق إسبانيا، حتى قبل تشكيل البرلمان الإسباني. ومن جهتها، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن راخوي لا يريد اتخاذ تدابير من قبيل تعليق الحكم الذاتي في كاطالونيا في حال إعلان الانفصال عن بقية إسبانيا. ومن جانبها، أشارت صحيفة (إلموندو) إلى أن راخوي، الذي اعتبر أنه الشخص المناسب لرئاسة الحكومة الإسبانية المستقبلية، أكد أن بلاده عرفت تقدما ملحوظا خلال هذه التشريعيات، محذرا من خطوة إلى الوراء إذا فاز حزب آخر في الانتخابات التشريعية في 20 دجنبر. وفي فنلندا، اهتمت الصحف بالخطة التي أطلقتها حكومة وسط اليمين لإصلاح نظام البطالة في البلاد في إطار إستراتيجيتها للإنعاش الاقتصادي. وأشارت صحيفة (هيلسين سانومات) إلى أن الحكومة تعتزم التقليص لنحو 100 يوم من مدة تلقي إعانات البطالة، والتي تتراوح حاليا ما بين 400 و500 يوما. وأكدت أن هذا الإجراء يهدف إلى تشجيع الباحثين عن العمل على الرفع من مجهوداتهم خلال فترة زمنية معقولة. ومن جهتها، لاحظت صحيفة (يلتا- سانومات) أن العديد من الخبراء يشككون في أهمية الخطة في بلد يعرف ركودا اقتصاديا لأزيد من ثلاث سنوات. واعتبرت الصحيفة أن التقليص من مدة استحقاق إعانات البطالة سيؤثر على العوامل المحفزة، بغية إيجاد منصب شغل، مضيفة أن التشجيع على المزيد من البحث عن العمل لا يعني بالضرورة الحصول على منصب شغل. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بإلقاء القبض على فتى على علاقة بالهجوم الإلكتروني الذي استهدف الفاعل البريطاني في مجال الاتصالات "تالك تالك"، ووفاة خمسة بريطانيين في غرق سفينة في كندا، والزلزال العنيف الذي ضرب باكستان. وأبرزت صحيفة (الغارديان) اعتقال فتى يبلغ من العمر 15 عاما في ايرلندا الشمالية له علاقة بالهجمات الإلكترونية التي استهدفت الفاعل في مجالات الاتصالات "تالك تالك". وأوردت صحيفة (الديلي تلغراف) تصريحا لوزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أكد فيه وفاة خمسة مواطنين بريطانيين في غرق سفينة قبالة جزيرة فانكوفر (غرب كندا). أما صحيفة (الاندبندنت) فتطرقت للزلزال المدمر، بقوة 7.5 الذي ضرب باكستان، ما أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة نحو 1800 آخرين، مذكرة بأنه في سنة 2005 ضرب باكستان زلزال بلغت قوته 7.6 درجات ما أدى إلى مقتل أكثر من 75 ألف شخص وتدمير منازل ثلاثة ملايين ونصف نسمة.