تعتبر السياقة إحدى المهن التي وجد مغاربة المهجر ضالتهم فيها لكسب القوت اليومي، إذ لا يتردد الكثير منهم في التوجه صوبها بعد مغادرة أرض الوطن. محمد برشي، 36 سنة، مهاجر مغربي من قصر ملاعب، التابع لإقليم الرشيدية، مجاز في القانون العام، حالفه الحظ للهجرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عن طريق قرعة تأشيرة النوع، وهو اليوم يقيم بمدينة "ارلينغتون" القريبة من العاصمة واشنطن، مع عائلته المتكونة من زوجته وطفليهما. يشتغل محمد في أحد مطاعم "أرلينغتون" كمهنة رسمية، ويمارس كذلك مهنة سائق سيارة أجرة كمهنة هامشية. "أزاول مهنة سياقة سيارة الأجرة كعمل إضافي وبسيارتي الشخصية، وهي مهنة رغم أنني لا أزاولها سوى بضع ساعات في الأسبوع، إلا أنها مدرّة للدخل"، يقول برشي. وأردف برشي، في تصريحات لجريدة هسبريس: "مهنتي كسائق تاكسي تؤمن مصاريف الحياة الباهظة في منطقة واشنطن، التي يتجاوز ثمن كراء شقة فيها 15 ألف درهم"، وفق تعبيره. العمل كسائق تاكسي بأمريكا وصفه محمد بأنه "نزهة"، فالإضافة إلى الحرية التي تتركها الشركة المستخدمة للسائق في اختيار أوقات العمل التي تناسبه، توفر عليه عناء البحث عن الزبون، واستخلاص أجرة التوصيل يدويا، إذ تتم كل هذه العماليات إلكترونيا. "تتكلف الشركة بإرشادي إلى الزبناء، كما تتكلف بخصم الكلفة منهم إلكترونيا، وتضخ أجرتي في حسابي البنكي بعد أن تقوم بخصم عمولتها، لكونها توفر لي الزبائن وتمنحني تكنولوجيا خارقة، تجعل أمر إيصال الزبون يسيرا"، يورد السائق المغربي. ولفت المتحدث إلى الفرق بين سائقي سيارات الأجرة في كل من المغرب وأمريكا، قائلا: "إن سياقة التاكسي في أمريكا مهنة هادئة مقارنة مع نظيرتها في المغرب، حيث تعمها الفوضى، ويكون السائق أشبه بجندي يستعمل شتى الطرق المشروعة وغير المشروعة لكسب قوت يومه". ويضيف في تصريح لهسبريس: "السبب في هدوء مهنة سياقة التاكسي بأمريكا هو وضوح القوانين والصرامة في تطبيقها وثبات التعريفات، ما يساعد كلا من الراكب والسائق. ويحدث غالبا ألا يتبادل السائق والراكب سوى تحية السلام والوداع". وختم برشي، الذي أمضى سنتين في الميدان، حديثه بالطريقة التي يتعامل بها مع الركاب الذين يقلهم يوميا إلى جهات مختلفة، قائلا: "لا أجد أي مشاكل في التعامل مع الزبون"، مضيفا أن "الركاب في أمريكا ليسوا مثل المغرب، إذ يتميزون باللباقة والاحترام، وتبقى مصادفة مشاكسين منهم نادرة". ويستعد محمد برشي في هذه الأسابيع لطبع كتاب بالمغرب، يشرح فيه تفاصيل حياته كمهاجر مغترب في الديار الأمريكية.