أعلنت ثلاث جمعيات محلية بمدينة أقا (60 كلم عن طاطا في اتجاه كلميم) عن تنظيم ما أسمته مسيرة حب ووفاء للملك محمد السادس اليوم الثلاثاء، وستنطلق المسيرة من مركز المدينة وتتجه نحو ثلاثة من أكبر مداشر المنطقة، ويقطع الشباب المشاركون في "مسيرة الحب والوفاء" حوالي 8 كيلومترات على الأقدام حاملين الأعلام الوطنية وصور الملك ومرددين النشيد الوطني للمغرب حسب ما تشير إليه الوثيقة التي وجهتها الجمعيات المنظمة إلى السلطات المحلية –حصل موقع "هسبريس" نسخة منها-. وقال أحد الفاعلين الجمعويين بأقا إن الهدف من المسيرة هو توجيه رسائل معينة إلى الرأي العام الوطني أولاها أن شباب المناطق النائية للمغرب ليسوا أقل متابعة لما يحدث بالعالم وليسوا أقل تفاعلا مع الدعوات المنتشرة على مواقع اليكترونية، وأنهم يستطيعون اتخاذ المواقف المناسبة مع كل المستجدات التي تمس الوطن، وأكد المتحدث على أن مسيرة الحب والوفاء للملك بأقا تأتي كذلك ردا على عدد من الدعوات الاليكترونية التي تمس الملكية بالمغرب محاوِلة استنساخ تجارب عرفتها دول عربية مؤخرا، وتهم الرسالة الثانية للمسيرة المذكورة حسب الناشط نفسه إلى نفض الغبار عما قال عنه قضيحة التصريحات المناوئة للوحدة الترابية للمغرب الصادرة عن مسؤول محلي إبّان أحداث اكيدم ايزيك بالعيون والتي اعتبرها الفاعل الجمعوي إهانة للمغاربة ولسكان أقا على وجه الخصوص، خاصة أن السلطات المعنية لم تتفاعل معها بالحزم المطلوب، وتركتها تمر دون رد فعل بالمستوى الذي تفرضه ضرورة تحصين الوحدة الوطنية للمغاربة، أما الرسالة الثالثة لمسيرة الحب والوفاء للملك فهي حسب الفاعل المدني موجهة إلى شباب المغرب في ربوع الوطن بأن يعرفوا مكمن الخلل في البلاد وأن يقرروا بشكل هادئ في شأن ردود الفعل المناسبة، دون الانسياق وراء مبادرات غير محسوبة العواقب حسب المتحدث. يشار إلى أن المنطقة المعروفة تاريخيا بأٌقا وحسب ما تورده العديد من المصادر التاريخية شكلت على الدوام موقعا حساسا في بناء واستمرار دول متعاقبة على المغرب، حيث ورد عن سكان أقا كونهم شهدوا البدايات الأولى للدولة السعدية، وأن رجالات المنطقة ساهموا بشكل كبير في تثبيت الأمن والاستقرار وضمان ولاء السكان لأي دولة يؤول إليها الحكم في المغرب، كما تسجل كتب التاريخ المعاصر تصدي سكان المنطقة للاستعمار الفرنسي في معارك تاريخية ماتزال تخلدها المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير.