هي مؤرخة مغربية رأت النور في إحدى قرى الأطلس المتوسط، لتبدأ طريق العلم والتحصيل بمثابرة وعصامية، أوصلتها إلى أن تكون محط ثقة من طرف الملك محمد السادس، الذي عينها في منصب كبير داخل القصر الملكي، من خلال تبوئها لمنصب مديرة مديرية الوثائق الملكية، خلفا للمؤرخ السابق للمملكة، الراحل عبد الوهاب بن منصور. الدكتورة بهيجة سيمو انطلقت من بلدة آيت أعتاب، بإقليم أزيلال، لتواصل دراستها في مدينة فاس، قبل أن تنتقل إلى" بلاد الأنوار" لنيل شهاداتها الجامعية العليا بجامعة ال"سوربون" الشهيرة، ولتبصم بذلك عن شخصية باحثة ومؤرخة متألقة، جعلتها تتصدر باستحقاق منصب مديرة الوثائق الملكية منذ سنة 2008، أي بعد رحيل بنمنصور. سيمو استطاعت أن تنقل مديرية الوثائق الملكية من "المرحلة التقليدية"، التي وسمت طريقة التعاطي مع الوثائق الملكية، لتشرف على تحديثها وتطوير وسائل عملها، ونشر مجموعات وثائقية وتأريخية هامة، تلامس صلب الفكر السياسي بالبلاد، كما تعمل على تقريب الوثيقة الملكية من الباحثين بمختلف توجهاتهم ومجالات اشتغالاتهم. بهيجة سيمو ليست مؤرخة فحسب، بل تتسم بشخصية مثقفة رصينة، وبلغة بيانية راقية، كما ترفض الحديث كثيرا عن حياتها الشخصية، بقدر ما تحب التركيز على ما تقدمه المديرية التي تشرف عليها من أدوار وخدمات هامة للبلاد، وهو ما جعلها تحظى بوسام عرش السنة الماضية من درجة ضابط تقديرا لجهودها الكبيرة في مجال عملها. وارتفعت أسهم سيمو عند تكريمها أخيرا من طرف "مهرجان مغربيات"، المنظم بمناسبة اليوم الوطني للمرأة المغربية، وذلك تتويجا لمسارها المهني والبحثي المتألق، ومن ذلك تأليفها لكتب هامة، من قبيل مؤلف "الصحراء المغربية من خلال الوثائق الملكية"، وعضويتها الدائمة في اللجنة المغربية للتاريخ العسكري، وتعيينها مندوبة عامة لمعرض "المغرب الوسيط" في السنة الفائتة.