لمْ تمنع الأمطار التي تهاطلت على مدينة العرائش، بعد ظهيرة السبت، أعضاء الفرق الفولكلوريّة، الأجنبيّة والمغربية، المشاركة في المهرجان الدولي للتلاقح الثقافي بالعرائش، من تقديمِ عُروضٍ فنيّة في الهواء الطلق بالموقع الأثري ليكسوس. فبعْد العروض الفولكلورية التي قدّمتها الفرق الموسيقية القادمة من إسبانيا وبلغاريا، مساء الجمعة بدار الثقافة في مدينة القصر الكبير، التأمَت الفرق الأجنبيّة مع فرقٍ من مدينة العرائش وأدّتْ عُروضا مشتركة بالمسرح الروماني وسط الموقع الأثري ليكسوس. واندمجتْ أنغامُ الآلات الموسيقية للفرق الفولكلورية الاسبانية والبلغارية مع أنغامِ الآلات الموسيقية المغربيّة. وافتتحت الفرق الفولكلورية القادمة من مدينة مدريد الإسبانية عُروض اليوم الثالث من المهرجان الدولي للتلاقح الثقافي بالعرائش في دورته الرابعة. والتحقتْ فرقة من مدينة العرائش بالفرقة الاسبانية بعد عرْض الرقص الأوّل الذي كان على إيقاع نغمات المزمار، ليرقص أعضاء الفرق الاسبانية على إيقاعات كْناوة، وتحتَ زخّات مطرِ أواخر فصل الخريف، التي أرغمت أعضاء الفرق الموسيقية على إنهاء العرْض بعْدَ غزارتها. الفرق الفولكلورية الدولية والمغربية عادت بالجمهور، الذي حضرَ إلى مسرح الرومان بالموقع الأثري ليكسوس، الواقع على بُعد حوالي ثلاث كيلومترات من مدينة العرائش، إلى حِقبةٍ بعيدة من التاريخ، خاصّة أنَّ أعضاء الفرق ارتدوْا أزياءً تقليديّة. ويُعتبرُ الموقع الأثري ليكسوس، وضمنه المسرح الروماني، واحدا من أهمّ المآثر التاريخية بمدينة العرائش، لكنَّ وضعيّته باتتْ تستدعي شحذ الجهود لإعادة ترميم ما اندثر من مآثره، حيثً أضحى عبارة عن أطلال متداعيّة في اندثار مع مرور الزمن. وعلى الرغم من كونه تراثا لا مادّيا مهمّا، إلّا أنّ الموقع الأثريَّ أضحى مثل "غابة"، حيث تكسو الشجيرات الصغيرة أرضية المسرح الروماني، وهو ما يُهدّد بسقوط مدرّجاته، وقد اضطرَّ بعض أعضاء الفرق الإسبانية، قبْل بدْء عرضهم، إلى تنقية أرضية المسرح من الحجارة. اليوم الثالث من المهرجان الدوليّ للتلاقح الثقافي عرف، مساء أمس، تنظيم مائدة مستديرة بمدينة العرائش حوْل موضوع "التعايش الثقافي والتسامح الديني بالمغرب". وتمَّ، عقبَ الندوة، تكريم فرقة زرياب الاسبانية، التي أحيتْ حفلا بدار الثقافة بمدينة القصر الكبير. وتتواصلُ فعّاليات المهرجان، غدا الأحد، بجولة فنية في حارات المدينة العتقية بالعرائش، بمشاركة مجموعة من الفرق الموسيقية الدولية والوطنية، وبعرْض في ساحة التحرير وسط المدينة، في حين ستُقدّم العروض الرسمية بقاعة الهلال الأحمر، بمشاركة مجموعة للا منانة للحضرة العرايشية، ومجموعات موسيقية من إسبانيا وبلغاريا.