تناولت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الخميس، جملة من المواضيع من أبرزها الأزمة السياسية المفاجئة في تونس عقب استقالة أحد وزراء الحزب الحاكم، والتضييق على حرية الصحافة في الجزائر ومحاولة تطويق حمى الوادي المتصدع في موريتانيا. ففي تونس، تطرقت الصحف للأزمة السياسية المفاجئة في أعقاب استقالة الوزير المكلف بالعلاقات مع مجلس نواب الشعب، الأزهر عكرمي، والتي تنذر بمواجهة بين حكومة الحبيب الصيد وجناح هام من (نداء تونس) القوة السياسية الأولى في البلاد. وفي هذا الصدد، ترى جريدة (الصباح) أن تصريحات متواترة من قيادات معروفة في نداء تونس "باتت أشبه بدق طبول الحرب على حكومة الصيد التي دخلت في حرب باردة مع جناح الأمين العام في الحزب محسن مرزوق". وقالت إن كل المؤشرات توحي بأن أياما صعبة سيواجهها الحبيب الصيد خاصة مع شق في (نداء تونس) الذي تخلف، وعلى غير المألوف، في مساندة حكومة محسوبة عليه، في حين يدافع الحزب الثاني من حيث الأغلبية البرلمانية (حركة النهضة) ب"شراسة واستبسال غريب" على حكومة لا يتوفر فيها إلا على حقيبة الشغل. واعتبرت صحيفة (الضمير) أن استهداف الحبيب الصيد بصفته الشخصية أو باعتباره رئيسا للحكومة هو "استهداف لأمن البلاد واستقرارها الذي نجحت الحكومة الحالية في تحقيقه على الرغم من الظروف الصعبة التي نعلمها جميعا"، مضيفة أن أي محاولة لإرباك الحكومة "إنما هي محاولة لإرباك الأوضاع في البلاد والدفع بها إلى حافة الهاوية". وأضافت الصحيفة أن الذين يهاجمون الحبيب الصيد وحكومته "ليس لهم أي تصور أو برنامج واقعي وعملي لما بعد هذه الحكومة يمكن أن يكون مقبولا. لذلك فإسقاط حكومة السيد الحبيب الصيد يعني دخولنا في فترة عدم استقرار الله وحده أعلم بنتائجها ويضعنا جميعا في مواجهة المجهول". من جهتها، قالت صحيفة (الشروق) إن دعوة عدد من قياديي (نداء تونس) لاستقالة الحكومة تثير الكثير من الاستغراب، معتبرة أن سقوط حكومة الصيد يعني "دخول البلاد في أزمة سياسية ستتواصل لأشهر وربما يترتب عنها حل مجلس نواب الشعب وتنظيم انتخابات سابقة لأوانها". وفي سياق متصل قالت جريدة (المغرب) "إن لا أحد يفقه ما يحصل حاليا داخل الحزب الأول في البلاد (نداء تونس) ... فمن أزمة إلى أخرى ومن تصدع إلى آخر والحال أن هذا الحزب يتحمل مسؤولية استقرار مؤسسات الدولة الأساسية". وترى الصحيفة أن حاضر ومستقبل (نداء تونس) يهم أساسا منخرطيه وناخبيه، ولكن عندما يكون النداء هو الحزب الأول في البلاد "تصبح أزماته بالضرورة أزمات وطنية" مسجلة "تداخل السياسي مع المؤسساتي مع الشخصي في هذه الأزمة". وخلصت الصحيفة إلى القول "أن تصل الزبونية إلى تهديد وحدة الحزب الأول في البلاد فذلك يعكس حجم هشاشة النخب السياسية والوزن المتعاظم للمصالح الشخصية والفئوية الضيقة على حساب مفهوم الصالح العام". وفي الجزائر تطرقت الصحف لقرار وزير الاتصال برفع دعوى قضائية ضد قناة تلفزيونية خاصة غداة بثها مقابلة مع الرئيس السابق للجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، مدني مزرك، الذراع المسلح للجبهة، حيث لاحظت (الوطن) أن مزرك لم يتم تحذيره ولا متابعته قضائيا. وقالت الصحيفة إن الوزير أخطا الهدف وأن الحكومة على ما يبدو منزعجة أكثر فأكثر من حالة مزرك، وتساءلت عن أي أسس استند الوزير في قراره رفع دعوى ضد قناة تلفزيونية. وترى الصحيفة أن هذه القضية تكشف مرة أخرى عن "الطابع السياسي" في تطبيق القانون، معتبرة أن "جر قناة تلفزيونية أمام المحاكم ليس حلا بالمرة". وانتقدت جريدة (لكسبريسيون) الضبابية التي تطبع المشهد السمعي البصري في الجزائر، وطرحت إشكالية مصداقية وجدية مراقبة جميع القنوات الخاصة. وأشارت صحيفة (لبيرتي) إلى رد فعل هيئة تنظيم الحقل السمعي البصري التي وجهت "إنذارا شديد اللهجة" لمدير القناة، فيما أعادت (لانوفيل رببليك) إلى الأذهان إغلاق قناة الأطلس التلفزيونية الخاصة سنة 2014 وحجز معداتها وتجهيزاتها. أما جريدة (لوسوار دالجيري) فتطرقت إلى محاكمة أخرى طرفاها صحفي يعمل بالصحافة الإلكترونية وشركة خاصة تتهمه ب"التشهير وإفشاء سر قرار قضائي" بعد قيامه بإنجاز تحقيق عن الوضعية المحاسباتية والمالية للشركة. ونددت الصحيفة بمحاولة "منع صحفي من إنجاز تحقيق" حول قضية محالة على العدالة منذ سنة. وتطرقت الصحف الموريتانية لزيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز للمملكة العربية السعودية ومحاولة تطويق حمى الوادي المتصدع. فقد أبرزت الصحف زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز للمملكة العربية السعودية والمباحثات التي أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد وولي ولي العهد ووزير الخارجية، مشيدة بالمستوى المتميز للعلاقات القائمة بين البلدين وعمق الروابط التي تجمع بين الشعبين. وفي ما يخص حمى الوادي المتصدع التي أودت بحياة أربعة أشخاص حسب وزارة الصحة، وأكثر من هذا العدد حسب وسائل إعلام محلية، أشارت الصحف إلى زيارة وزير الصحة لبعض مستشفيات العاصمة ونقلت عنه قوله أن الوضعية الصحية في البلاد "تحت السيطرة وأن حالات حمى الوادي المتصدع التي تم اكتشافها محدودة وبعضها تماثل للشفاء تماما"، فيما الحالات الأخرى في طور التحسن بعد تلقي أصحابها العلاج. وفي سياق متصل ذكرت الصحف أن نقابات الصحة طالبت بتفعيل مركز العزل بشكل سريع للتصدي لحمى الوادي المتصدع ، مؤكدة أن هذا المركز سبق أن تم تحديد مكانه لكن دون تجهيزه أو فتحه لاستقبال المرضى. وأوضح بيان لهذه النقابات أن عدم تفعيل هذا المركز زاد من اكتظاظ أقسام المستعجلات في مستشفيات نواكشوط ورفع من احتمالات نقل العدوى بدل أن تكون مكانا آمنا للعلاج والرعاية الصحية،متهمة الوزارة ب " عدم تبني إستراتيجية متكاملة لمواجهة الحمى النزيفية التي تشهدها البلاد". على صعيد آخر، توقفت الصحف الموريتانية عند مشاركة الوزيرة المنتدبة المكلفة بالشؤون المغاربية والإفريقية وبالموريتانيين في الخارج، خديجة بنت فال، بطنجة في أشغال الدورة 12 لوزراء الشؤون الخارجية حول الحوار في غرب البحر الأبيض المتوسط (5 + 5) وعقد ملتقى غرب إفريقي بنواكشوط حول الألبان وعودة الفوج الأول من الحجاج الموريتانيين والمتكون من 500 حاج وحاجة.