دخلت منظمة "هيومن رايتس ووتش" على خط قضية المعتقل المغربي السابق في قاعدة غوانتنامو، يونس شقوري، الذي يتواجد حاليا بالسجن المحلي سلا 2 بعدما وجهت له تهمة "المس بأمن الدولة الداخلي"، حيث عبرت عن قلقها من استمرار اعتقاله من طرف السلطات المغربية، فيما طالبت الولاياتالمتحدة بالكشف عن أية معلومات تتعلق بقضيته. المستشارة الأولى لشؤون الأمن القومي في "هيومن رايتس ووتش"، لورا بيتر، عبرت، في تصريح صحفي، عن قلقها الحقوقي من وضع وسلامة يونس شقوري، الذي رحلته الولاياتالمتحدة من غوانتانامو وسلمته للسلطات المغربية في 16 من شتنبر الماضي، فيما اعتبرت اعتقاله في القاعدة الأمريكية لمدة 14 سنة دون محاكمة "انتهاكا واضحا للقانون الدولي". وتشير المنظمة الدولية، التي يوجد مقرها بنيويورك، إلى أن محاميي شقوري "يقولون إن التهم الموجهة إليه (في المغرب) تستند إلى مزاعم ثبت إلى حد بعيد أنها لا تقوم على أساس عند تمحيصها في المحاكم الأمريكية منذ عدة سنوات"، على أن تلك المعلومات الأمريكية "لا تزال مطبوعة بخاتم السرية". كما أن التصريح ذاته قال بأن دفاع شقوري رفع قبل سنة دعوى مستعجلة أمام محكمة فدرالية أمريكية، لطلب الكشف الفوري عن المعلومات "التي يقولون إنها ضرورية للدفاع عنه ضد التهم الموجهة إليه في المغرب"، حيث "ظلوا يطلبون من الولاياتالمتحدة الإفراج عن تلك المعلومات منذ 2009 وهم الآن في أمسّ الحاجة إليها". وطالبت "HRW" الحكومة المغربية بالنظر في المعلومات الخاصة بملف إدانة شقوري، وبملف احتجازه السابق في غوانتنامو لمدة 14 عاماً، معتبرة أن استمرار اعتقاله يشكل "خطراً في أن يعمل هذا على مضاعفة ما تكبده بالفعل من معاناة"، داعية في الوقت ذاته الولاياتالمتحدة للكشف عن أية معلومات تتعلق بقضية شقوري، "مع الضمانات الأمنية الضرورية إذا لزم الأمر". إلى ذلك، أوردت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، الهيئة الحقوقية المعنية بملفات المدانين المغاربة بالإرهاب، أن يونس شقوري رفض خلع لباسه البرتقالي، الذي كان يرتديه سابقا في زنزانته بمعتقل غوانتانامو، "احتجاجا على عدم وفاء السلطات الأمريكية والمغربية بالوعد أثناء عملية الترحيل، القاضي بإطلاق سراحه في ظرف ثلاثة أيام من وصوله إلى المغرب". وتنفي اللجنة أن يكون شقوري، الذي تطلق عليه لقب "المعتقل الإسلامي" وهو صهر نور الدين نفيعة أبرز منظري التيار الجهادي في المغرب والمعتقل حاليا في سجن بوركايز بفاس، (أن يكون) قد حارب إلى جانب تنظيم "القاعدة" ومصاحبته لزعيمه الراحل أسامة بن لادن، وفق ما تذكره الوثائق الأمريكية الرسمية، حيث تم اعتقاله عام 2001 أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان. وتضيف الهيئة، وفق روايتها التي تضمنها بلاغها وتوصلت به هسبريس، أن شقوري غادر المغرب عام 1990، "ليعمل كعامل إغاثة بأحد المنظمات الإغاثية والخيرية بباكستان، ثم لتحصيل العلوم الشرعية بالجامعة الإسلامية بإسلام أباد ثم مسجد أبو النور بدمشق"، مضيفة أنه عاد بعد ذلك للعمل مع إحدى المنظمات الإغاثية في أفغانستان.