بالموازاة مع تأجيل قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب، للمرة الرابعة، جلسة التحقيق التفصيلي مع يونس شقوري، المعتقل السابق ب"غوانتانامو"، إلى 26 يناير الجاري، انطلقت حملة حقوقية دولية موجهة للبيت الأبيض في واشنطن، تطالب بإغلاق السجن الأمريكي المقام على الخليج الكوبيّ، في وقت لازال المغربي عبد اللطيف ناصر، مسجوناً هناك، إلى جانب العشرات، منذ اعتقاله من طرف القوات الأمريكية في كابل نهاية العام 2001، دون توجيه أي تهمة له. وتحث عريضة، وضعت على صفحة العرائض بالموقع الرسمي للبيت الأبيض، الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بالوفاء بالوعد الذي أعلنه إبان انتخابه رئيسا عام 2009 ب"إغلاق المركز خلال عام واحد"، وتطالبه ب"إغلاق غوانتانامو على جناح السرعة، ووضع حدّ للاعتقال إلى أجل غير مسمى دونما تهمة"، مشيرة إلى أن أوباما "لم ينفذ وعده، وبقي المعتقل مفتوحا، وما يزال يضم 104 معتقلين". وكانت الإدارة الأمريكية طرحت الموضوع للنقاش خلال الأسابيع الماضية، إذ دعت إلى تكثيف الجهود لإغلاق غوانتانامو، معلنة أنها تخطط لترحيل 17 معتقلا في يناير الجاري، إلا أن أصواتاً حقوقية دولية، بما فيها منظمة "هيومن رايتس ووتش"، قالت إن شهر يناير 2016 يعد "الذكرى السنوية 14 الكئيبة لوصول أول المعتقلين مقنّعين ومكبّلين". وتقول المنظمة، على لسان منسقها في الولاياتالمتحدة، بول سميث: "على أوباما فعل الكثير إذا كان فعلا يرغب في تحقيق هدفه قبل نهاية ولايته، بما في ذلك الإسراع في المراجعات التي يمكن أن تؤدي إلى إطلاق سراح المعتقلين"، مشيرا إلى أن "مجالس المراجعة الدورية التي تم تأسيسها في ماي 2011 كان من المفترض أن تبدأ في مراجعة الحالات في غضون عام.. لكنها لم تبدأ حتى نونبر2013، إذ أصدرت قرارات في حق 18 معتقلا، ووافقت على نقل 15 منهم، وينتظر 49 معتقلا آخرون المراجعة". ويعد المغرب واحدا من 52 دولة استفادت من ترحيل مُعتقليها من غوانتنامو، إذ بلغ عدد المرحّلين المغاربة إلى سجون المملكة 13 سجينا، من أصل 14، أولهم عبد الله تبارك، بتاريخ 1 يوليوز 2003، وآخرهم يونس شقوري، الذي سلم للسلطات المغربية يوم 16 شتنبر الماضي، في وقت تبقي الولاياتالمتحدةالأمريكية على ناصر عبد اللطيف، إلى جانب 104 آخرين، من أصل 779 شخصا تم احتجازهم لاشتباه في علاقتهم بهجمات 11 شتنبر 2001، ضمنهم رمزي بن الشيبة ومحمد الشيخ، أبرز مُدبري تلك الهجمات. خليل الإدريسي، محامي يونس شقوري، تأسف في تصريح لهسبريس لاستمرار "غوانتنامو"، وعدم وفاء الرئيس الأمريكي بوعده، فيما أكد أن شقوري "لازال في معاناة داخل زنزانته بسجن سلا 2، ويجد نفسه محروماً من حقه في الحرية التي يكفلها له القانون بمجرد وصوله إلى المغرب، بعد أن قضى 14 سنة معتقلا في غوانتنامو، دون أي محاكمة". وأضاف الادريسي: "بعيدا عن الإجراءات القانونية التي يخضع لها شقوري، الأولى أن نتحدث عن كون استمرار اعتقاله من الناحية الواقعية غير مبرر، ما دامت أمريكا التي كانت تعتقله أدلت بوثيقة رسمية تنفي وجود أي دليل يدينه، أو يتيح محاكمته داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها"، فيما شدد على أن موكله لم يكن موضوع بحث من طرف السلطات المغربية "إلى حدود تسليمه في شتنبر الماضي".